حياة

شاب مصري من بين 100 مرشح يغزو “المريخ”.. محمد سلّام

يتدرب الشاب المصري محمد سلّام على دراجته الهوائية في شوارع القاهرة يوميا من أجل الحفاظ على لياقته البدنية، فهو سيحتاج إلى هذه اللياقة على الأرجح من أجل الحياة بشكل دائم على كوكب المريخ.

ففي عام 2018 ستختار شركة مارس ون (المريخ 1) وهي شركة هولندية لا تهدف إلى الربح سلّام، على الأرجح، ليصبح من بين 24 شخصا قد يستعمرون الكوكب الأحمر ذات يوم.

وطالما حلُم سلاّم، وهو طفل، بأن يصبح رائد فضاء. وبعد أن صادف الموقع الإلكتروني لشركة مارس ون في 2013 لم يستغرق الأمر منه أكثر من 30 دقيقة ليقدم طلبه.

وبعد اجتيازه الاختبارات البدنية والنفسية تم اختياره من بين 200 ألف متقدم تم اختيار 100 مرشح فقط من بينهم، 50 رجلا و50 امرأة.

وكون سلاّم المرشح الوحيد من منطقة الشرق الأوسط حاليا يزيد آماله لكنه يقول إنه في ذات الوقت يزيد الضغط عليه ليحقق تقدما من أجل المستوى القادم.

وقال سلاّم “على فكرة ما كانش عندي ثقة في نفسي خالص في الأول إن أنا أنجح. يعني إن أنا يختاروني، وبعدين اختاروني في ثاني جولة ما بقيتش (لم أكن) عارف هم اختاروني ليه؟. بس خلاص اختاروني. وذاكرت شوية اختاروني بعدها في السبعمئة، واو، بس أنا مش فاهم برضه (أيضا).

اختاروني بعد كده في المئة. فكل مرة ثقتي بتزيد في نفسي بس كمان بيبقى عندي ضغط دلوقتي (حاليا) أكثر إنه أنا عايز أنجح مش عشان، خلاص بقه أكلل المجهود ده كله بالتتويج في الآخر، لا ده كمان فيه ناس دلوقتي أصغر مني بتبص لي (تنظر لي) كزعيم أو رمز (بالإنجليزية) فهم عاوزيني أكمل للآخر. فلازم أنا أكمل مش عشاني بس كمان عشان الناس دي يبقى عندها أمل إنه أهه فيه واحد مصري قدر فعلا يعمل كده وعادي، فأنا كمان أقدر أعمل كده. وفي غضون عشر سنوات آمل إنه يبقى عندنا مش بس واحد رائد فضاء، يبقى عندنا مئة، مئة ألف رائد فضاء، لو نقدر يعني”.

ويتدرب سلاّم (34 عاما)، وهو حاصل على درجة جامعية في علوم الحاسب الآلي وعاشق للفلك، يوميا الآن ويتابع دراساته عبر الانترنت وبالكتب الأكاديمية.

وإذا تم اختياره للمرحلة النهائية فسيكون عليه أن يتابع رسالته للدكتوراة.

وعلى الرغم من عدم تلقيه أي دعم من أي مؤسسة عامة أو خاصة في مصر يرغب سلّام في تحفيز أجيال المستقبل على الاهتمام باستكشاف الفضاء.

وأضاف الشاب المصري “بس وجود مصري في برنامج زي ده، الخطوة العملاقة القادمة للبشرية بعد القمر، هيفتح أبواب كثيرة جدا للأجيال اللي جاية. لأن هم لما هيشوفوا عندهم رائد فضاء في برنامج زي ده، ده هيقول لهم بشكل أساسي إن أنا كمان أقدر أكون رائد فضاء.

ولما نلحق الاتجاه في مصر وفي المنطقة وفي القارة، قارة أفريقيا حتى كلها، من بدري وهو بيبتدي مع الغرب أحسن بكثير ما إن إحنا نقعد نتفرج عليهم 10، 20 سنة اللي هو الطبيعي ونصفق ونتبادل منشوراتهم المبهرة (بالإنجليزية) على فيسبوك وهو ده يبقى كل دورنا في الخطوة. لأ إحنا سهل جدا ندخل جوه الخطوة دي من الأول لو إحنا عايزين يعني”.

وتقول شركة مارس ون إن بعثات عديدة غير مأهولة سوف تُرسل خلال حقبة عشرينيات هذا القرن لتأسيس منطقة للسكن ومن أجل محاولة استخراج ماء من تربة المريخ.

وتابع سلّام قائلا “مع الأخذ في الاعتبار الفراعنة اللي إحنا بنفتخر بهم في كل حتة (مكان) في العالم لما بنسافر يعني وبنبقى مبسوطين إن إحنا من نسل الفراعنة كانوا مهتمين جدا بعلوم الفضاء ومهتمين جدا بالسماء، وهم كانوا رواد بالفعل في هذا المجال عندما يتعلق الأمر بالفضاء والفلك. وفجأة قررنا إن ده علم مالوش أي لازمة ومش بنهتم به ومش بندرسه في المدارس، فهل فيه جهة معينة أو حاجة بتدعم؟. لا ما فيش . وأنا مش مستني دعم من حاجة خالص، أنا وصلت للمرحلة اللي أنا فيها بمجهودي، وآمل إن أنا أكمل بمجهودي للآخر يعني”.

ومن المتوقع أن تسافر أول مجموعة من المرشحين لاستعمار المريخ في 2031.

وسلّام على قناعة بأنه مهما كان حجم المصاعب المتصلة بإنشاء حياة بشرية على المريخ فمن المرجح أن يصل الناس إلى الكوكب الأحمر في حياته.

وقال “وحتى لو مارس ون ما نجحتش لأي سبب من الأسباب فما زلت على قناعة إنه في خلال حياتنا حنشوف إنسان بيمشي على كوكب المريخ. الإنسان ده كان محمد سلّام أو كان حد ثاني، لا أهتم بالفعل بس آمل إن أنا أكون جزء من المشروع ده أو من البعثة يعني”.

ومشروع مارس ون مجرد مشروع من بين مشاريع عديدة تتنافس فيما بينها من أجل استيطان الكوكب الأحمر ومحطات أخرى أبعد من مدار كوكب الأرض، بينها شركات سبيس إكس لإيلون ماسك ولوكهيد مارتن كورب ومشروع الفضاء بلو أوريجين لجيف بيزوس رئيس مجلس إدارة شركة أمازون دوت كوم.

ومن المتوقع أن ترسل إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) أول بعثاتها البشرية للمريخ في حدود عام 2032.

عن: (رويترز)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى