اهم الاخبارحياة

سياسيّون “بسطاء” في العالم.. و”ربطة العنق” تتراجع

خاص218
أحلام المهدي

في الوقت الذي يتّجه فيه سياسيّونا إلى تعقيد المشهد على كل الأصعدة، ليطال التعقيد إطلالاتهم أيضا التي تتّسم بالغرابة أحيانا وبالمبالغة أحيانا أخرى، فنجد بعضهم يعتمر القبعات المختلفة بانتماءاتها المختلفة، فيما يتجه البعض الآخر إلى الإغراق في المحلية فيعتمد الملابس “الشعبية” في لقاءاته المختلفة، مع لمسةٍ جليّةٍ من “اللامبالاة” وعدم الاهتمام البادي في خياراتهم المتعدّدة، ويحاول البعض إضفاء شيء من “الرّسمية” على ملابسه، فيلجأ إلى الطريق الأسهل وهو “البدلة” و”ربطة العنق”، لينصبّ بذلك اهتمام كلّ منهم إلى هيئته أكثر من اهتمامه بالمكان الذي يشغله، أو باحتياجات من وضعه في هذا المكان.

في هذا الوقت بالذات، يتجه سياسيّو العالم وقادة الدول العظمى فيه إلى البساطة والعفوية، واعتماد الهيئات والإطلالات الأكثر طبيعيّةً، فقد كان الرئيس الأميركي الراحل “جون كينيدي” سبّاقا إلى التخلي عن التقاليد الرسمية المتعلقة بالهيئة والملابس، وذلك عندما توقّف عن ارتداء “القبّعة” منذ بداية حملته الانتخابية، ليتوالى بعد ذلك وصول الرؤساء إلى “البيت الأبيض”، حتى جاء “دونالد ترامب” المثير للجدل في كل ما يتعلّق به، ابتداءً بتصرفاته وانتهاءً بملابسه التي لم تعجب خبراء الموضة والأزياء في البلاد، بسبب تمسكه الشديد ببدلته الرسمية ذات “الجاكيت” الطويل نسبيا، وربطة العنق التي لا يتخلّى عنها أبدا.

وبعبور المحيط والاتجاه شرقا نحو “المملكة المتحدة” تبرز شخصية رئيس الوزراء السابق للبلاد “ديفيد كاميرون” الذي شوهِد أكثر من مرّة دون ربطة عنق، وهو يفتح الزر الأعلى لقميصه ويرفع كُمّيه في إشارةٍ منه إلى العودة إلى الحياة الطبيعية العادية، بعيدا عن تعقيدات الهيئات المفرطة التصنّع، وفي “بريطانيا” أيضا سمح رئيس “مجلس العموم” البريطاني للنوّاب بالحديث على المنصّة دون ربطات عنق، رغم تمسّك المجتمع البريطاني بمعايير عالية جدا لدخول بعض الأماكن والأندية العريقة.

وبعبور المحيط مرّةً أخرى سنعود إلى القارة الأميركية، وبالتحديد إلى “كندا” التي يتمتع رئيس وزرائها الشاب “جاستن ترودو” بشعبية كبيرة في كل الأوساط في البلاد، رغم أن هذا الرجل يعيش حياة “سياسي ناجح” بهيئة “رجل عادي” ينتمي إلى المجتمع الكندي بكل ألوانه، فخرج “ترودو” بالملابس الرسمية وربطة العنق، وظهر بالملابس الرياضية، وجامل “المسلمين” في البلاد وارتدى ملابسهم في أحد المساجد، وظهر في إحدى المناسبات بملابس “رعاة البقر”، وظهرت جواربه الملوّنة مع بدلاته الأنيقة في أكثر من مناسبة، وهكذا كان “رئيس الوزراء” كأيّ كندي آخر من عامة الناس في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى