أخبار ليبيااخترنا لك

زغاريد أم “سامي”

218TV|خاص

في مشهد لا يمكن إلا أن تذرف أمامه الدموع، تنطلق الزغاريد من “الأم”، ليس أمام زفاف أو بدلة عرس، بل فوق نعش وكفن أبيض التف داخله “سامي الكوافي”.

قبل هذا المشهد، وفي مشهد حزين حضرته بنغازي عام 2014،وفي حي الكيش تحديداً. يصل مجهولون، يقتربون من سيارة فيها ثلاثة شبان. يطلقون وابلاً من الرصاص، ليُقتل اثنان منهم على الفور وهما سامي وتوفيق ويُنقل رفيقهما الثالث إلى العناية المركزة.

في فيديو صغير لم يتجاوز الدقيقتين، لكن حزنه تجاوز قدرة العالم، حينما تتوقف الأم عن البكاء، بل تعدد مناقب ابنها الذي حرمها منه رصاص الإرهاب، لا لشيء إلا لأنه نادى بالسلام في المدينة.

يا “هدرازي” يا “ضحاكي” بهذا ودعت الأم المكلومة ابنها، وكأنها تصور وجع أمهات ليبيا اللاتي فقدن أبنائهن بسبب الحروب أو الاغتيال، وتذكر بالوجه الآخر من الوجع لدى أمهات المفقودين، الباحثات عن معلومة تطفئ لهيب الانتظار القاتل.

لا تنتهي قصص الحزن ولا الفقد، لكن يظل حنان الأم الماثل في كل هذه الحكايات يظهر المعنى الحقيقي لشعور الإنسانة التي تمنح الاهتمام بلا مقابل.

ينتهي المشهد والنعش يجهز ليحمله أهله ويوارى الفقيد الثرى، ومازالت تظلله زغاريد الأم المجروحة مما أفقدها الرصاص، لكنها تتحداه، وتجعل السؤال يرن في رأس كل من يشاهدها، أي قوة تحمل تملكها هذه “الأم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى