كتَـــــاب الموقع

رياضتنا أمام الأمر الواقع

إسماعيل كمال

انتهت زيارة وفد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إلى ليبيا بعد عناء طويل لدراسة توقف استمر لسبع سنوات على عدم لعب منتخبنا وأنديتنا الوطنية المباريات في ملاعبنا، بسبب الحظر الذي سببه الوضع الأمني في البلاد منذ عام صيف 2014 .

اللجنة المسؤولة من ملف رفع الحظر على الملاعب الليبية ستُقدم رأيها ودراستها وتوصياتها للموقف الحالي، والآمال معقودة لفرحة بطعم التتويجات الكبرى للعودة لخوض المباريات على أرضنا واستقبال الأندية والمنتخبات.

وفد “الكاف” أشاد بجهود المسؤولين على الكرة الليبية رغم الظروف الراهنة، واعتبر أن كرة القدم هي من ستعيد الفرحة المنتظرة لأغلب الليبيين بعد سنوات الحروب وبعدها انتشار فيروس كورونا.

وضع الرياضة الليبية بات معروفاً في الأعوام الأخيرة فالأندية لا تُحسد على الخروج المبكر من المسابقات الأفريقية، خصوصاً أن عدم اللعب في ملاعبها يعد نقطة قوة كبرى تعتبرها المنتخبات والأندية الأفريقية الأبرز لها للتتويج بالألقاب وتقديم مستويات مرضية أمام مشجعيها .

الحال السيئ الذي وصلت إليه الكرة الليبية كان بفعل الوضع الأمني في البلاد، وتوقف الدوري الممتاز والأنشطة الأخرى لسنوات أثّر بشكل كبير جداً على كرتنا المحلية، والقرارات الحكومية التي لم تضع عودة المباريات إلى ملاعبنا خطوة أولى وعودة الجمهور لإصلاح ما أفسدته السياسة.

من المعروف أن منتخباتنا وأنديتنا خاضت المباريات في تونس ومصر والجزائر والمغرب والتي من المفترض أن تقام على أرضنا، وهذا ما كلّف الدولة مبالغ مالية طائلة كانت من المنتظر أن تصرفها لترميم بنيتها التحتية المترهلة، والتي تحتاج إلى مرحلة البناء من الصفر بدلاً من الصيانات المتكررة، وتطوير شكل الدوريات المحلية واللاعبين.

من الأجدى حالياً أن يضع السياسيون الآن علاجاً لمشاكل رياضتنا وكرتنا المحلية وتطوير البلاد، من هذه الناحية حتى لا تكون المشكلة قائمة على المسكنات والبيانات والانتقادات التي لا تغني شيئاً، الرياضيون الليبيون وبمواهبهم يحتاجون إلى مشاركات وبرامج تنتج أبطالاً في القارة قادرين على رفع راية ليبيا في كل المحافل الدولية.

ما نأمله في الوقت الحالي أن تبدأ الحكومة الجديدة المنتظرة في التفكير فعلياً بالعمل والدعم المادي والمعنوي للرياضيين في كل الألعاب، وربما يكون قرار الكاف برفع الحظر عن الملاعب بارقة آمل أخيرة تنعكس إيجاباً على البلاد من الناحية الرياضية، وحينها يكون الكاف قد قذف الكرة في ملعب الحكومة الليبية، فهل ننتظر أن تسجل البلاد هدفاً وإنجازاً بوزن بطولة قارية؟ أم أن العجلة ستواصل دورانها عكسياً وتفقد ليبيا شغف المنافسة مع كبار أفريقيا؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى