حياة

دراسة: الفشل في العمل مطلوب بنسبة 15%

218 | ترجمة

كشفت دراسة نشرها موقع MindBodyGreen عن وجود علم يختص بعملية التجربة والخطأ، يُسمّى لدى علماء النفس بـ”قاعدة الـ 85%”.

وتنصُّ القاعدة على أنَّ التعلّم الأفضل يحدث عندما تنجح بنسبة 85% فقط من الوقت. بمعنى آخر أنك تتعلم بالطريقة الأسرع عندما تفشل بنسبة 15% من الوقت، فالإنسان بحاجة إلى الفشل في العمل أو الدراسة كي ينجح، إذ يُعتبر تلقي الرفض عدة مرات جزءاً من الوظيفة ومن رحلة التعلم. هذا الفشل يعني أن تبذل ما يتطلبه الأمر من جهد.

من الحكمة أيضاً كسب مهارة جديدة، فلا يستيقظ معظم الناس مبيّتين قرار تعلّم لعب كرة السلة، ومن ثم يجدون أنفسهم يتقنون اللعبة ويسددون كل رَمياتهم الحرة بحلول المساء.

أو ربما تكون على دراية بمشاكل ومحن تربية نبات ما للمرة الأولى، فعلى الرغم من احتمالية أن تقضي السنة الأولى أو ما يقاربها في محاولات محمومة لإعادة إنعاش نبات المتسلق الذي يطاله الجدب، مع الحدادِ على كل ورقةِ متساقطة، فإنك في نهاية المطاف تتقنُ أساليب رعايته.

ويقول الدكتور “روبرت ويلسون” المتخصص في العلوم المعرفية بجامعة أريزونا، والمُعدّ الرئيسي للدراسة، في ذلك: “تناولنا هذه الأفكار التي كانت موجودة في مجال التعليم، والتي ترى أن هناك نطاقاً من الصعوبة النسبية، حيث يلزمك أن تزيد تعلّمك إلى أقصى حد، ووضعناها على أساس تحليل رياضي”.

وللخروج بنتائج في صورة أرقام، جرَّب ويلسون وزملاؤه الباحثون حساب مدى السرعة التي يمكن للكمبيوتر من خلالها تعلم المهام البسيطة، مثل تبويب الأنماط، أو تصنيف الأعداد المكتوبة بخط اليد إلى أعداد فردية وزوجية.

وعندما غيّر الباحثون من إعدادات الصعوبة في المهام، وجدوا أن أجهزة الكمبيوتر تعلَّمت بوتيرة أسرع، إبان ضبط الصعوبة على النقطة التي كانوا يحلون فيها المشكلات بنسبة 85% من الدقة.

وأوضح ويلسون أنه لا يعتقد بالضرورة أن هذه النتائج تعني وجوب أن يهدف الطلاب للحصول على نجاح متوسطي الفصل الدراسي. لكن ربما تكون هناك بعض الدروس للطلاب والمعلمين، إذ يقول: “إذا كنت تتعلم فصولاً دراسية غاية في السهولة وتتفوقُ فيها طوال الوقت، فمن المحتمل أنك لا تتلقى قدر التعليم نفسه الذي يتلقاه شخص يكافح مع نفس المحتوى، لكنه قادر على المواكبة”.

الإنسان بحاجة إلى الفشل في العمل

فكّر بدلاً من ذلك في بيئة وظيفية تحتاج فيها إلى تعلّم مهارة جديدة. وضرب ويلسون مثال اختصاصي الأشعة الناشئ، الذي يحتاج إلى تعلّم كيفية اكتشاف وجود ورم في صورة أشعة سينية ما من عدمه.

وأوضح ذلك قائلاً: “أنت تتحسن في اكتشاف وجود ورم في صورة ما مع مرور الوقت، وتحتاج إلى الخبرة، وتحتاج إلى أمثلة للتحسن. يمكنني تخيل إعطاء أمثلة سهلة، وإعطاء أمثلة صعبة وإعطاء أمثلة متوسطة. إذا أعطيت أمثلة شديدة السهولة، ستكتشف الورم بنسبة 100% في كل وقت، ولن يتبقى شيء لتتعلمه. إذا أُعطيت أمثلة صعبة بحق فستصيب بنسبة 50% ولن تتعلم أي شيء جديد كذلك، بينما إذا أعطيت مثالاً متوسطاً فيمكنك أن تكون في هذه النقطة المناسبة، حيث تحصل على أكبر قدر من المعلومات من كل مثال محدد”.

لذا إن كنت تتعلم شيئاً جديداً، فلا تَخفْ من ارتكاب الأخطاء من حينٍ لآخر (لكن بالطبع سترغب في إبقاء المخاطر أقل من محاولة تشخيص ورم)، ومع ذلك لا تزال النقطة المطروحة قائمة: أقدِم على الأمر! فالفشل جزء من الرحلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى