أخبار ليبيااهم الاخبار

خفايا الصراع بين القاعدة وداعش في ليبيا .. “الفوضى أولا”

خاص 218TV.NET

لم يكن تنظيم القاعدة بعيدا عن ليبيا طيلة هذه السنوات، فالفوضى وغياب الأمن في الوطن المُمزق، يجعل منها موطئ قدم لكل التنظيمات الإرهابية التي تبحث عن مكان تلجأ إليه، وليس داعش بعيدا عن هذا التنافس الكبير بين أشرس تنظيمين إرهابيين خرجا إلى العالم، وتحديدا في سوريا والعراق وبعدهما ليبيا.

وحتى نكون أقرب في سرد حكايتنا، التي نحن بصدد كشفها والبحث عن جُزئياتها الغائبة، المتمثلة في مقطع فيديو نشرته إحدى صفحات الفيسبوك كشف عن وجود  قائد “كتيبة المرابطون” الإرهابية، مختار بلمختار رفقة أحد مؤسسي ما يعرف بـ”سرايا الدفاع عن بنغازي الساعدي بوخزيم وعدد من قيادات القاعدة في الجنوب الليبي.

وهذا المقطع الذي نشرته صفحة تُدعى ” العجيلات نبض الوطن”، وقالت عنه إنه مقطع “فيديو خاص”، ليس بمقطع جديد، فقد نُشر في شهر مايو 2016 بعدما عثر عليه الجيش الوطني، ولم تتضح ملامح الرجل الذي قِيل إنه بلمختار، بعد المقارنة بينه وبين الصور المتوفرة له على محركات البحث.

وهُنا انتهت حكاية المقطع، وتبدأ التفاصيل الأخرى التي لرُبما لا تُصدّق ، فالكثير لا يعرف إن بلمختار ليس ملاحقًا من الأجهزة الأمنية في العالم فقط، بل ملاحقا حتى من تنظيم داعش الذي نشر في شهر أغسطس 2015، بيانا مصورا أوضح فيه إن ” الأعور” ملاحق من عناصر داعش، بعد أن أعلن الجيش الجزائري وبلدان بالساحل الأفريقي، عن تعقّب تحركات زعيم القاعدة في المغرب العربي.

ووصف تنظيم داعش “بلمختار” في بيانه المصوّر، بأنه من صحوات الردّة في مدينة درنة، لكونه يتبع تنظيم القاعدة الذي تختلف أفكاره عن داعش.

والتحق “خالد أبو العباس”  أو “الأعور، بالجماعات المسلحة في الثمانينات، وانظم بعدها للقتال في أفغانستان عام 1989، وبعدها نفذ مختار بلمختار عملية اختطاف بعد الهجوم على منشأة عين أميناس الغازية جنوب شرق الجزائر، الشهيرة، والتي أسفرت عن مقتل 37 رهينة.

والغريب في سيرة الإرهابي المختار بلمختار،  إنه لُقّب بعدة ألقاب كان أغربها “السيد مالبورو” نظرا لنشاطه السابق وهو تهريب السجائر من المناطق الحدودية.

أما عن الآخر “الساعدي بوخزيم”  الذي أدرج اسمه في القوائم الإرهابية، والملاحق من قبل الجيش الوطني، فإنه يعتبر من أبرز قادة تنظيم القاعدة، وينشط في المناطق الجنوبية في ليبيا، لكونها الأكثر فوضى في ليبيا، وكان موقع 218 قد نشر في 25 يوليو، 2017، بعض المعلومات حوله.

وكل هذه التحركات للإرهابي “الأعور” والذي تم إعلان قتله لأكثر من مرة، لم تفضِ إلى القبض عليه من أي جهة أمنية في المنطقة، ما يدعو إلى أن تنظيم القاعدة ما يزال ينشط في ليبيا، توازيا مع تنظيم داعش أصبح يتحرّك مؤخرا في منطقة الـ 90 شرق مدينة سرت بعشرين كيلو متر، مع ما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي شرق مدينة سرت.

والصراع “الفعلي” بين تنيظم القاعدة وداعش، يعود إلى السنوات الماضية، وعلى وجه الخصوص، بعد سيطرة داعش على الموصل في يونيو 2014، ونشأ بعد أن انشقت عدة فصائل مسلحة تتبع القاعدة لتُعلن ولاءها إلى زعيم داعش أبوبكر البغدادي، بعد أن كانت ترى في أسامة بن لادن، زعيما لها، قبل أن تقتله الولايات المتحدة في العام 2011.

وكان تاريخ مقتل بن لادن، مفصليا بالنسبة للجماعات الإرهابية التي تبنت فكر القاعدة، والتي تشتت بعد ذلك وأعلن بعضها ولاءه لخليفة بن لادن ” أيمن الظواهري” إلا أن جماعات أخرى رأت في الظواهري بأنه لا يملك القوة ولا زمام القيادة للتنظيم، وبعدها خاضت جماعات معارضة أخرى صراعات مسلحة على زعامة التنظيم، وكانت فُرصة للبعض وقتها ، للخروج من عباءة القاعدة وصنع زعامته لوحده، لتتغيّر أسماء الفصائل المسلحة بعدها، إلى مسميات وأبرزها “حركة التوحيد والجهاد” في غرب أفريقيا، و”حركة أنصار الدين” شمال مالي، و”الجماعة الليبية المقاتلة” التي حلّت نفسها بعد فبراير 2011 في ليبيا، و”أنصار الشريعة” و”سرايا الدفاع عن بنغازي” و”تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي” و” القاعدة في جزيرة العرب” و ” جيش عدن” الذي نشط قبل سنوات في اليمن، و”جماعة أبوسياف” في الفلبين، والجماعة الإسلامية في اندونيسيا، إضافة إلى “أبو مصعب الزرقاوي” زعيم القاعدة في العراق، والذي قتلته القوات الأمريكية شهر يونيو، العام 2006.

وما يزال الصراع الخفيّ بين تنظيم القاعدة وداعش على أشدّه، رُغما عن الخسائر التي يتلقّاها التنظيمان في المنطقة، بعد تضييق الخناق عليه، ومحاربته بشكل مكثّف من قبل الجيوش في ليبيا وسوريا والعراق، والتحالف الدولي.

ولكن ما يجعل تنظيم القاعدة يحاول الدخول عبر خسارة داعش بالمنطقة، وتحديدا في ليبيا، يجعل من المناطق المتنازع عليها في ليبيا، بؤرة و”لُقمة سائغة” لهذه الجماعات الإرهابية.

وبالعودة إلى مقطع الفيديو الذي سنعرضه لكم، والذي يُظهر “كما قِيل” مختار بلمختار، ما هو إلا ناقوس خطر، قد يُداهم ليبيا، المشغولة ببيانات المقاطعة والحرب على الإرهاب في وقت واحد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى