أخبار ليبيااخترنا لك

حلم روسي بقاعدة بحرية في ليبيا

218TV | ترجمة خاصة

الكاتب: محمد الجارح

يوم الأحد، 18 فبراير، نشرت صحيفة اليوم السابع المصرية لقاء مع ليف دينغوف، رئيس اللجنة الروسية للتواصل من أجل استقرار ليبيا، واقتبست عنه قوله إن القائد العام للجيش الوطني في شرق ليبيا، خليفة حفتر، طلب إنشاء قاعدة روسية في شرق ليبيا. ولم يعط دينغوف تفاصيل أكثر توضح تفيد إذا ما تم تقديم الطلب لوزارة الدفاع الروسية.

من جانبه نفى الجيش الوطني التقارير التي تتحدث عن طلب المشير خليفة حفتر إنشاء قاعدة في شرق البلاد. الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني العميد أحمد المسماري أصدر تصريحاً الأحد يدحض التقارير التي نشرت في الصحيفة المصرية. حفتر، والذي ربط علاقات وثيقة مع السلطات الروسية، قام بعدة زيارات إلى روسيا في السنوات السابقة لمناقشة الدعم الروسي للجيش الوطني في حربه ضد الإرهاب.

تصريح الروسي دينغوف، يأتي بعد تقارير ظهرت في يناير، عن تزايد الاهتمام الروسي في “برقة”، وأنه ينمو بشكل أقوى يومياً. في ذات الشهر، ممثلين عن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج تحصلوا على معلومات مقدمة من قمر صناعي استخباراتي فرنسي تلمح إلى أن الروس يبنون قاعدة عسكرية في طبرق.

لا شك أن ليبيا تتزايد أهميتها كهدف استراتيجي بالنسبة لطموح موسكو المتنامي للتأثير على التطورات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حقبة ما بعد الانتفاضات العربية، لكنه من غير الواضح إذا ما كان الكرملين يملك خطة للتعامل مع الحالة الليبية.

تقليديا يدعم الكرملين المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني في شرق ليبيا، ضد المجموعات الإسلامية والمجموعات التي تدعمها حكومة الوفاق. على كل، مدى ميل موسكو لحفتر أمر قابل للنقاش. بالتأكيد يحاول الكرملين الوصول لبقية الأطراف الليبية، ويحاول بوتين أن يبقي خياراته مفتوحة تجاه ليبيا بتوسيع قاعدة اتصالات موسكو في البلاد لتشمل مناوئي حفتر.

في يونيو 2016، نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق زار موسكو والتقى مسؤولين روس لنقاش فرص التعاون ودعم الاتفاق السياسي الليبي وحكومة الوفاق. في مارس 2017، رئيس حكومة الوفاق فائز السراج زار موسكو بذات جدول الأعمال. في أبريل من ذات العام، موسكو استقبلت بعثة من مدينة مصراتة “القوية”، لتعرف رؤية المعارضين لحفتر على الأرض. في الأثناء كان لموسكو ارتباط مع حفتر في قضايا مكافحة الإرهاب التي ترتبط بالمساعدة التقنية ودعم محدود بأجهزة تم نقلها عبر مصر.

كذلك، قامت روسيا بنقل جرحى من “مقاتلي حفتر” إلى موسكو للعلاج عبر جسر جوي، شيء لم يسبق أن حصل لأي طرف آخر في البلاد. بغض النظر عن السياق الحقيقي لدعم موسكو لحفتر، هذه الأفعال تبين كيف يتعامل الكرملين عسكريا في ليبيا بأريحية.

تتمحور استراتيجية موسكو في ليبيا حول بعض القضايا الرئيسية من بينها الاهتمامات الاقتصادية، حيث خسرت روسيا مليارات الدولارات في عقود وقعتها مع نظام القذافي في مجال الطاقة، البناء، البنية التحتية والأسلحة. النظام في موسكو يبحث عن حارس لهذه المصالح الاقتصادية في المستقبل. في 20 فبراير الجاري، وقع عملاق الطاقة الروسي روسنفت صفقة مع المؤسسة الليبية للنفط، للاستثمار في القطاع النفطي في ليبيا. هذا التحرك يعطي مؤشرا أن موسكو قد تستخدم روسنفت كواحدة من أدوات سياستها الخارجية في منطقة جنوب المتوسط التي مازالت تتشكل جغرافيتها السياسية. بعد النجاح العسكري الروسي في سوريا، بوتين قد يهتم بدعم وضعه الدبلوماسي وتحسين دوره كصانع سلام في ليبيا، كذلك كمصلح لأخطاء الغرب وفشله. لا يحتاج إلى القول أن ذلك يقدم فرصة بناءة للارتباط مع روسيا. المسؤولون الروس يتوقعون أن يكونوا مشاركين في صنع القرار الدولي المتعلق بليبيا.

موسكو كذلك تملك الاهتمام العسكري والجيوسياسي بليبيا والكرملين يود لو يملك قاعدة بحرية في سواحل شرق البلاد. عام 2008، ناقشت موسكو احتمالية إقامة قاعدة بحرية في بنغازي مع نظام القذافي لتناظر الاهتمامات الأميركية في أفريقيا. عام 2009، مسؤول عسكري روسي أخبر وسائل الإعلام أن روسيا قررت إنشاء قواعد بحرية في ليبيا، سوريا واليمن خلال سنوات قادمة، كان مؤشراً واضحاً على اهتمام روسيا وطموحها في تمديد قوتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. الحالة الأمنية الحالية، والصراع الجاري على النفوذ بين الأطراف في ليبيا، وفكرة إنشاء قاعدة بحرية في البلاد الآن ليست أقل جاذبية مما كانت عام 2008.

على الرغم من كل مما سبق، تقدم ليبيا ورقة مساومة جيوسياسية لروسيا ضد الغرب في العموم، وأوروبا على الخصوص. في مواجهتها مع الغرب، تستطيع موسكو تقرير المواجهة في ليبيا، وتستطيع استخدام انعدام الأمن داخل البلاد والهجرة الضخمة من ليبيا كمعبر باتجاه أوروبا. لعبة روسيا في هذا الشأن قد تكون لإبقاء البلاد في الحالة غير المستقرة الحالية لضمان التدفق المستمر للأعداد الكبيرة للمهاجرين إلى أوروبا.

ملاحظة: جزء من هذا التحليل قدمه الكاتب محمد الجارح في تقرير لمجموعة (استراتيجية المتوسط)

المصدر:

http://valdaiclub.com/a/highlights/russia-s-ambitions-in-libya/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى