أخبار ليبيااهم الاخبار

“حسين آبش” يُشخّص خطر الإخوان.. والحالة الليبية

استعرض كبير الباحثين في مركز دول الخليج العربي بواشنطن د. حسين آبش، في لقاء مع برنامج “US-L” على قناة “218 NEWS”، خطر جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا وكل المنطقة، بالإضافة إلى الأوضاع الأمنية والسياسية في ليبيا.

وبيّن آبش أن هناك جوانب من أجندة الإخوان المسلمين غير مناسبة تماما، حيث يقومون بالتخريب أينما حلّوا، ويحاولون دائمًا الإطاحة بالحكومات وتخريب عملها، مبينا أن الإخوان ليسوا عنيفين كتنظيم القاعدة لكنهما يكملان بعضهما ويتشاركان في الكثير من الأفكار الأساسية.

وأكد آبش أنه وبالرغم من حدّية التشخيص الإماراتي للإخوان، إلاّ أنه مناسبٌ وصحيح. والإمارات على حق، فهم يعملون في الخفاء وثلاثة أرباع أعمالهم محاطة بالسرّية وهم أشبه بالتنظيم الإجرامي، مبينا أن الإخوان “تنظيم أممي”، فالإسلاميون الليبيون قد يكونون مهتمين بمساعدة الإسلاميين في العراق أو في المغرب أكثر من اهتمامهم بليبيا.

ودعا د. حسين آبش الإخوان إلى التخلي عن العنف، وأن يكونوا ملتزمين بالقانون ويتوقفوا عن التآمر، ويصبحوا منفتحين شفافين، ويتخذوا قراراتهم علنًا، ويُسقِطوا طموحاتهم العالمية، ويركزوا على أن يكونوا ملتزمين دينيّا بشكل طبيعي ولكن باعتبارهم حزبا وطنيا ملتزما بالقوانين في مجتمعاتهم.

أين المشكلة في ليبيا؟

صور أرشيفية

وبشأن الأوضاع على الأرض الليبية، بيّن د. حسين آبش أن لا أحد يستطيعُ إجبار الليبيين على مواصلة القتال إذا ما قرروا التوقف عن الصراع، إذ أن مصر وتونس والجزائر وحتى المغرب وإيطاليا وفرنسا لاعبون رئيسيون إلى جانب الدول الأوروبية لمساعدة الليبيين.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تكون وسيطًا حاسمًا في الصراع الليبي حيث تتمتع بعلاقاتٍ جيدة مع جميع الأطراف الرئيسية، لكن الدول العربية وأميركا تنظر بلا مبالاة إلى الليبيين لعدم قدرتهم على الوصول إلى تفاهم، مؤكدا أن مشكلة الليبيين أن هناك تحالفين كبيرين، لهما مواقف متباينة وهناك نوع من الجمود بينهما.

وتابع آبش بأنه وبالرغم من كسب الجيش للصراع في الجنوب لكن فكرة أنّ بإمكانه السيطرة على ليبيا كلها أمرٌ غير معقول، في المقابل ما تزال الجماعات المسلحة المرتبطة بحكومة الوفاق قوية للغاية في أجزاء من البلاد ولديهم الكثير من النفوذ، ولا يريد أيٌّ من الطرفين التخلي عما لديه. وكلاهما يعتقد في قرارة نفسه أنه سيحقق نصرا من شأنه أن يتحول إلى هزيمة للأطراف الأخرى.

الليبيون لا يريدون التسوية

ليبيا
علم ليبيا – تعبيرية

ورأى آبش أن الليبيين لا يريدون التسوية ولهذا تبدي الدول الأجنبية مثل أميركا عدم الاهتمام بقضيتهم، والأوروبيون مهتمون فقط بقضية اللاجئين، وبعض الدول تدعم الأطراف المتعارضة المختلفة دون محاولة الترويج لأي حل.

وأكد كبير الباحثين في مركز دول الخليج العربي بواشنطن د. حسين آبش، أن الدول الراعية للأطراف الليبية يمكنها أن تكون مفيدة في تشجيع أصدقائهم في ليبيا على الحوار واتخاذ قرار ما، وإذا بدأ الليبيون في تقديم تنازلات تبدو وكأنها تجلب الأمل إلى الموقف العام، فسيسهّلُ على الأميركيين والأوروبيين وغيرهم من العرب أن يهتموا، لكن ما يعيق هذه القوى الأخرى عن التدخل هو الشعور بأن الليبيين لا يريدون الحلّ.

ولفت آبش إلى أن وجود معسكر ثالث في ليبيا تقوده تركيا الآن وتدعمه قطر وله توجههُ الخاص لدعم الإسلاميين وخاصة الإخوان المسلمين وأيضًا جماعات إسلامية أخرى، وهناك صراعٌ كبير بين هذه الدول التي تدعم الأحزاب الإسلامية مثل تركيا وقطر من ناحية. وتلك التي تحاول قمع مجموعات الإخوان المسلمين من الطراز القديم وكذلك الإسلاميين الآخرين، وهما مصر والإمارات.

وذكر آبش أن الكثير من الجماعات المسلحة التي تقف وراء حكومة الوفاق هي إسلامية من أنواع مختلفة. وكثير منها تدور في فلك الإخوان أو شيء من هذا القبيل.

ترامب وليبيا

الرئيس الأميركي دونالد ترامب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب

وأكد د. حسين آبش إن هناك أشخص حول الرئيس الأميركي دونالد ترامب ينصحونه بعدم التورط في المستنقع الليبي، حيث يقول ترامب نحن لا نهتم بليبيا دعوا الإيطاليين والعرب والفرنسيين يهتمون بها ولا تهمني في شيء.

وأردف آبش قائلا إن مساعي ترامب للرئاسة الثانية تفتح مجموعة كاملة من الفرص المحتملة للأشخاص من حوله لإقناعه بأن ليبيا مُهمة، في المقابل افتقار ليبيا لحكومة متماسكة موحدة للصراع الدائر، ومرورها بدرجة نسبية من فشل الدولة مسالة تقلق الأوروبيين الإيطاليين والفرنسيين وغيرهم.

وأوضح آبش أن كل ذلك يأتي في وقت خاطب فيه المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة الليبيين قائلا إنهم بحاجة إلى العالم الخارجي لمساعدتهم في التوصل إلى شروط لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء هذا المجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى