أخبار ليبيا

حالات التسمم الغذائي في ليبيا.. خطر محدق بالمواطنين

يبدو أن حالات التسمم جراء تناول بعض الأطعمة في ليبيا وما تخلفه من ضحايا، في طريقها لمنافسة أسباب الوفاة الأخرى، كالحوادث المرورية، والاشتباكات المسلحة التي تقع بين الفينة والأخرى في مناطق عدة من البلاد، يغذيها في ذلك ضعف الأجهزة الرقابية، وتهاون الجهات المكلفة بضبط المعابر الحدودية والموانئ البحرية، خاصة وأن ليبيا تمثل رقعة شاسعة، يصعب معها السيطرة بشكل كامل على حدودها.

طالعتنا الأنباء الواردة من عدد من المناطق والمدن على طول البلاد وعرضها، عن وجود حالات للتسمم أصابت عددا من المواطنين أودت بحياة البعض منهم، كان آخرها حين استقبل قسم الطوارئ بمستشفى الكُفرة التعليمي مطلع يونيو الجاري عددا كبيرا من حالات التسمم، تجاوزت 53 حالة من بينها نساء وأطفال، ويعتقد أنها ناجمة عن تناول وجبات غذائية من أحد المطاعم بالمدينة.

وسبق ذلك وفاة شخصين وإصابة 80 آخرين في سوق الجمعة بالعاصمة طرابلس في العشرين من فبراير الماضي، حينما أعلن رئيس وحدة سوق الجمعة للرقابة على الأغذية والأدوية‏، أبوبكر مروان، عن وفاة شخصين وإصابة العشرات بتسمم غذائي نتيجة تناول وجبة ملوثة في مناسبة اجتماعية بإحدى صالات الأفراح، وأعقب ذلك زيارة نائب رئيس حكومة الوحدة رمضان أبو جناح إلى المشافي التي تؤوي المصابين للاطمئنان عليهم، حيث أشار إلى أن باقي الحالات التي تعرضت للتسمم تلقى رعاية صحية في المستشفيات المتواجدة فيها، وأنها بصحة جيدة وليست بخطرة كما يشاع، ويتلقون الرعاية الصحية على يد أطقم طبية متكاملة، تشرف على علاجهم مع توفر المشغلات الطبية لإيوائهم.

ومع تكرار حالات التسمم الغذائي في ليبيا، يبدو أن الأمر لن ينتهي قريبا، فقد أعلن الموقع الرسمي لمستشفى القطرون القروي في أقصى الجنوب الليبي، أن قسم الطوارئ استقبل ثلاثة حالات تسمم ناتجة عن تناول الأطفال مكرونة الإندومي، مشيرا إلى أنه تم إسعافهم، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة من قبل الأطباء بالمستشفى.

ودون الإشارة إلى حالات التسمم بالقطرون، نشر مركز الرقابة على الأدوية والأغذية في ليبيا عبر موقعه الرسمي، بيانا حول مدى خطورة المكرونة الشعيرية الإندومي، واحتوائها على مادة جلوتامات الصوديوم التي تضاف إلى بعض الأغذية، خاصة بعد انتشار بعض المنشورات التي تحذر من خطورة شعيرية إندومي لاحتوائها على تلك المادة.

واعتمد المركز في تحليله لخطورة السلعة الغذائية على الدراسات التي أجرتها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، حيث خلصت إلى التأكيد على أن هذه المادة مأمونة، وأن ما يحدث لبعض الأشخاص من بعض الأعراض، يكون بسبب تحسس هؤلاء الأشخاص من هذه المادة، كما أن هذه الدراسة برأتها مما ينسب إليها من أمراض مزمنة وخطيرة مثل الزهايمر، وإتلاف خلايا المخ، والتأثيرات العصبية الأخرى.

وبحسب المركز، فقد نصحت الهيئة الأميركية الأشخاص الذين يتحسسون من هذه المادة توخي الحذر عند تناول الأغذية التي تحتوي على هذه المادة، كما هي الحال بالنسبة لمعظم وجبات المطاعم خاصة الآسيوية التي يشيع بها إضافة تلك المادة، وعليهم ملاحظة أي شكل من أشكال التحسس كاحمرار الوجه، وضيق التنفس، وزيادة ضربات القلب، وتنمل عضلات الفم كي يتجنبوها مستقبلاً.

ورغم تعدد حالات التسمم، إلا أن الأجهزة الحكومية والرقابية قلما تصدر بيانا رسميا حولها، ولذلك فإن تنامي ظاهرة استقبال المستشفيات والمراكز الصحية في ليبيا عددا كبيرا من حالات التسمم الغذائي، ينذر بوضع خطر للمواطنين الذين يتسوقون أغذية فاسدة تعج بها الأسواق، في وقت لم تتخذ السلطات إجراءات رادعة للمراقبة، ومعالجة هذا الفلتان الغذائي والصحي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى