حياة

جدد حياتك بالتقاعد .. واجعله أغنى مراحلها

البعض تنتهي حياته عند التقاعد والبعض الآخر تبدأ حياتُه أو تتجدد، وترى في الجامعات العالمية العريقة عددا كبيرا من الأساتذة يكونون غالباً من أصحاب الخبرة المتقاعدين، بعضهم من كان برتبة عسكرية كبيرة، وغيرهم من كان سفيراً أو دبلوماسياً مهماً.

وهناك مديرو شركات سابقون وغيرهم ممن عملوا في وظائف أخرى ولديهم خبرة، وهناك ألف طريقة للاستفادة من هذه الخبرات بدلاً من ترك المتقاعدين فجأة عرضة للاكتئاب والإحساس بأنهم رقم زائد في مسيرة المجتمع، فهناك أثرياء بدأت تجارتهم بعد التقاعد من الوظيفة، وهناك موظفون يعدون الأيام للوصول للتقاعد كي يتفرغوا للكتابة.

التقاعد فرصة لتحقيق أحلامٍ ما كانت الوظيفة تسمح لنا أن نحققها، ومن واجبنا أن لا نحصر إبداعاتنا وإنتاجها وإسهامها في الحياة بسنوات الوظيفة، لتتوقف بعدها عجلة روح الحياة داخلنا.

فرجل الأعمال لا يتقاعد عند سن معينة، والكاتب لا يتوقف عن الكتابة لبلوغه سن التقاعد، وهناك الكثير كان تقاعدهم أجمل أيام العمر، وهم يطوفون العالم كله، يكتشفون في كل رحلة مدينة جديدة وعالما جديدا، أو ينخرطون في عمل مفيد لهم وللمجتمع ، والمشاركة في برامج تعود عليهم بنفع مادي ومعنوي، أقربها التطوع في أعمال خير تعود بالنفع على الجميع، بهذا يكون التقاعد ليس نهاية الحياة، فهو مرحلة من مراحل العمر، ولا يمكن الاعتماد على السن كمعيار لفترة الشيخوخة.

وينظر الكثير من الناس إلى التقاعد عن العمل بأنه مشكلة حقيقية، وأنه البداية لمتاعب التقدم في السن والإيذان بدخول الشخص إلى مرحلة الشيخوخة، ليمضي بقية حياته في حالة من اليأس ومعاناة نفسية قد تشكل خطرا على الصحة، وقلقا على المحيطين به.

فليكن تقاعدنا بداية حياة جديدة مليئة بالإبداع والإنجازات المفيدة، لنرتاح ونمنح السعادة لمن حولنا من الأبناء والأحفاد، وكذلك الجيران والأصحاب، ومن خلال ذلك تعود المنفعة على المحيط القريب والمجتمع لينعكس طيفها على قلوبنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى