أخبار ليبيااهم الاخبار

تقرير: الدبيبة يستغل نفوذه للبقاء في الحكم

اعتبر تقرير نشر في صحيفة العرب أن رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة يتمترس خلف بنادق التشكيلات المسلحة الموالية له للبقاء في الحكم، وهو ما يتضح من خلال وصول أرتال مسلحة من إلى العاصمة طرابلس مؤخرا، وهو ما عد من باب الترهيب المباشر لكل من يتخذ أو يصرح بموقف مناوئ لحكومته، مستدلاً بما حدث للمدون والناشط الطيب الشريري الذي اغتيل قبل ثلاثة أيام، بعد أن انتقد الدبيبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن نشر قوة النواصي لعناصرها حول مقر رئاسة حكومة الوحدة ومطار معيتقية في محاولة لمنع طائرة رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا من الهبوط بعد أن عزم على الذهاب لطرابلس، اعتبر خطوة في هذا الاتجاه.

وذكر التقرير أن هناك جماعات متطرفة تقف مع الدبيبة سواء فارة من المنطقة الشرقية أو متسترون بهوية الثوار في التصدي لأي محاولة لملاحقتهم بسبب تورطهم في جرائم القتل والاختطاف ونهب المال العام وتنظيم شبكات التهريب والاتجار بالبشر، بل إن بعضهم وردت أسماؤهم في تقارير الأمم المتحدة وتحريات مكتب النائب العام.

وأشار إلى أن الدبيبة يعتبر بقاءه في السلطة مسألة حياة أو موت، وتساعده في ذلك تشكيلات مسلحة ومنصات إعلامية وجيوش إلكترونية ومراكز نفوذ اقتصادي ومالي، وشبكات للعلاقات العامة مستعدة لصرف مبالغ طائلة في الداخل والخارج لكل من يساعد على استبعاد الحكومة الجديدة والحيلولة دون تمكينها من مباشرة عملها في طرابلس.

ولفت التقرير إلى أن الدبيبة دخل في مواجهة مفتوحة مع مجلسي النواب والأعلى للدولة وقيادة الجيش والنظام السابق واحترام قوانين اللعبة السياسية بعد أن تحول إلى رئيس حكومة خاصة لفريق من الليبيين دون غيره، فالدبيبة يجد دعما من حكومات غربية يشهد تاريخها على أنها كانت دائما مشجعة على الفساد من خارج أراضيها، وسبق أن حدث ذلك مع دول عدة كالعراق وأفغانستان وأوروبا الشرقية ودول أفريقية وغيرها، وهي اليوم تبحث عن مبررات لعرقلة حكومة باشاغا.

وبحسب التقرير؛ فإن حكومات هذه الدول تراهن على استعداد الدبيبة الدائم للتبعية وعقد الصفقات المثيرة للجدل ولتنفيذ الأوامر الموجهة إليه، وهناك من يؤكد علنا تمسكه بمحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير المقرّب للدبيبة، كما أن هناك من يرى في وصول باشاغا للحكم انتصارا لإرادة مجلس النواب وقيادة الجيش، وهما طرفان يبدوان أقلّ استعدادا للتبعية للعواصم الغربية، كما أن الدبيبة قابل ترحيب موسكو بالحكومة الجديدة بحملة موجهة شنتها وزيرة خارجيته نجلاء المنقوش للإبقاء على حكومته.

واستطاع الدبيبة الذي كان قبل عام يبحث عن دعم مجلس النواب لتنال حكومته الثقة أن يمارس مناوراته تنفيذا لخطة مدروسة من منطلق العمل على البقاء في السلطة إلى ما لا نهاية، بعد أن قرر مجلس النواب سحب الثقة من حكومته وجعلها حكومة تصريف أعمال واعتبارها فاقدة للشرعية اعتبارا من الـ 23 من ديسمبر من العام الماضي، كما استطاع الدبيبة التلاعب بالمسار الانتخابي لتعطيله واستغلاله لاحقا في تحقيق رغبته في البقاء في الحكم، فقد تحركت أطراف عدة لعرقلة ذلك، فمجلس الدولة تراجع عن التزامه مع البرلمان، وويليامز خرجت لتطلق مبادرة مدعومة من قبل واشنطن وعواصم أوروبية تصب في مصلحة حكومة الوحدة.

ويضيف التقرير أن منح الثقة للحكومة الليبية يحتم على باشاغا أن يكون في مستوى ذلك وأن ينفذ مشروعه الوطني الذي وعد به وهو مشروع يتأسس على فكرة توحيد المؤسسات وتجاوز الانقسامات وطي صفحة الماضي واستعادة السيادة الوطنية بتكريس الوحدة الوطنية واقعًا يستجيب لخيارات جميع الفرقاء، ويحقق تطلعات أجيال من الليبيين.

ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن التطورات الأخيرة أثبتت أن الفاعلين الأساسيين في منظومة المجتمع الدولي لا يريدون لليبيا أن تتجاوز أزمتها أو أن تحقق المصالحة الوطنية، إلا بقدر مصالحهم من ذلك، في ظل قلق من سير المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز في هذا الاتجاه والذي قد ينذر بعواقب وخيمة تتمثل في أن الديبية يعتزم البقاء في الحكم لسنوات طويلة، وأن الدبيبة لن يتنازل عن مهمته وسيتولى ذلك من العاصمة طرابلس أو من أي مدينة أخرى وهو ما قد يهدد بعودة شبح الانقسام في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى