أخبار ليبيااخترنا لك

“تجمع نسائي مُعلن” ضحية داخلية المؤقتة… القصة كاملة

لقاء معلن عنه في وسائل التواصل الاجتماعي منذ أيام، ويُعقد في مكان عام في شارع رئيسي من المدينة وبحضور بعض أهالي الفتيات، يتحول فجأة إلى اتهام بمارسة المجون والرذيلة، ويصبح أداة للطعن في شرف وعرض الليبيات والليبيين.


كيف حدث هذا؟

القصّة بدأت في تويتر، عندما قامت مجموعة من الفتيات في بنغازي بتحديد لقاءٍ يجمعهن في أحد المقاهي المعروفة والواقع في واجهة أحد أشهر شوارع المدينة، لكن المفاجأة كانت أن داهمت المقهى قوات مدججة من الوحدات المشاركة في الخطة الأمنية التي وضعها الوزير إبراهيم بوشناف، بالإضافة إلى مشاركة قسمَي الآداب العامة والنجدة بقواتهما أيضًا.

 

تقرير وزارة الداخلية

 صفحة وزارة الداخلية كتبت تقريرا عن الحادثة عنونته بمداهمة “وكر للفساد والمجون والرذيلة”

التقرير تحدث عن احتفال مختلط بين الذكور والإناث، وأعلنت عن مصادرة كافة المعدات والآلات والنقود والنرد والورق المستخدم في القمار على حد قولهم، إضافة إلى احتجاز أسرة صاحب المقهى المكونة من أبيه وإخوته وأيضا العاملين فيه.

هذا الفعل أثار حفيظة كثير من المواطنين وشوّش على دور وزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة وخطتها الأمنية المفترضة.

 

تصريحات صاحب المقهى

 

في مكالمة هاتفية مع صاحب المقهى، قال لـ218 في تصريح خاص إن قسم الآداب العامة احتجز والده وإخوته وطاقم العمل في المقهى الزجاجي الواقع على الشارع الرئيسي بالقرب من جامعة العرب الطبية وليس كما وصفته صفحة وزارة الداخلية بوكر الرذيلة والمجون

وأكّد نبيل الهمالي أنّ مقهى كازا لم يكن به غير النساء في لحظة المداهمة، إضافة لكونه مكان عام في منطقة “بلعون”، وهو مبنى زجاجي مكشوف لا يمكن أن تنطبق عليه أي مواصفات مشبوهة، فضلا عن أن يكون وكرا سريا للأعمال المخلّة بالآداب

 

هل الأمر تم بتوجيهات وزارة الداخلية؟

 

وأشار إلى أن فِرق المداهمة لم تُبرز أيّ أمر قانوني بالقبض على من في المقهى كما هو معمول به في الأحوال المشابهة

وانطلقت بعد الحادثة حملة على مواقع التواصل الاجتماعية عبر فيها المواطنون عن استغرابهم وشكوكهم حول ما إذا كانت وزارة الداخلية قد فوّضت هذه الفرق أو أعطتهم أوامر باقتحام المقهى واحتجاز من فيه، لأنه لا يوجد أي قانون يمنع تجمعات النساء أو حتى قانون يجرّم الاختلاط في الأماكن العامة

وأشار كثيرون إلى أن الأمر يبدو كمكيدة أو محاولة لإلحاق الضرر بأصحاب المقهى فقط، أو في أفضل الأحوال، قام به أشخاص لا يعرفون ماذا يفعلون، وانساقوا خلف شائعة وتصرفوا دون مراعاة أنهم مسؤولون عن فرض الأمن لا عن خلخلة وزعزعة المجتمع، ولا يقع ضمن صلاحياتهم فرض الوصاية أو حتى سنّ القوانين أو تبنّي اتجاها معاديا ضد فئة ما.

 

كيف كان المقهى لحظة المداهمة؟

 

هذا فضلا عن أن التجمع النسائي الذي تم إعلانه على تويتر، كان قد حجز المقهى بالكامل، أي أن المقهى في وقت الحادثة لم يكن متاحا للزبائن أو أشخاص غرباء ومتطفلين ليثير ولو بنسبة ضئيلة أي شبهات تدعم إدعاءات الوزارة الرسمية.

ويسأل المواطنون عن تداعيات هذا الفعل الذي قامت به قوات تابعة لوزارة الداخلية، وبمشاركة الإدارة العامة لمكافحة جرائم المساس بالآداب العامة.

 

كيف تفاعل المواطنون مع التهمة؟

 

كما استاء العديد من المواطنين من هذا التصرف باعتباره يمس كرامة وسمعة الفتيات اللواتي كنّ في المقهى دون ارتكاب جرمٍ فاضح، وهو يُعتبر تشهيرا بسمعة وأعراض الليبيّات

 

ويحتوي المقهى على ألعاب عادية موجودة في جميع مقاهي العالم، بعضها مشهور في ليبيا مثل بنك الحظ وجاكارو وأونو ولعبة الورق، ولم يكن هناك، بحسب صاحب المقهى –الهمالي-، أيّ نوع من أنواع القمار أو الاختلاط أو أيّ أمر مما ذُكر في الاتهامات.

 

هفوة تقرير الوزارة

 

ولم تكن هذه الهفوة الوحيدة في تقرير وزارة الداخلية، بل إن الصورة التي نشرتها الصفحة الرسمية للوزارة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لضبط أشخاص يرتدون “أزياء شخصية عيد الميلاد الشهيرة بابا نويل” هي صورة غير صحيحة، فهي منشورة على صفحات سورية منذ نحو ثلاث سنوات

 

ولم تقم الوزارة بتقديم أي بيان أو توضيح أو رد على جملة الأسئلة التي كتبها المواطنون على الموضوع المنشور، ويؤكد أحد سكان “بلعون” لـ218 أن المقهى مشهور وأصحابه ذوي سمعة طيبة، مستغربا دوافع هذا العمل من قسم تابع لوزارة الداخلية مهمته فرض الأمن والقانون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى