أخبار ليبيااخترنا لك

بعد تطور الموقف الأمريكي.. مسارات الحل والتأزيم في ليبيا

ترجمة خاصة| 218

رأت إميلي إستيل، مديرة الأبحاث حول ليبيا وأفريقيا / مشروع أميركا للدراسات، أن هناك تركيزا جديدا من الإدارة الأميركية بشأن سياستها في ليبيا، حيث يقلقها مستوى التدخل الروسي إلى جانب قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، لكن الولايات المتحدة تتعامل بجدية مع حقيقة أن حفتر لم يتمكن من السيطرة على طرابلس، على الرغم من الكثير من الدعم الخارجي له.

وقالت إستيل، التي حلّت ضيفة في برنامج “USL” على قناة “218 NEWS”، إن الموقف الروسي في ليبيا أكثر وضوحا لأنه يقف في جانب واحد فقط، وهناك مرتزقةٌ وقناصة روس يقاتلون على الخطوط الأمامية في طرابلس الآن، مؤكدة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرى ليبيا كهدفٍ للمنافسة مع الولايات المتحدة، ويعتبر ثورات الربيع العربي أنها حركات ضد الزعماء المستبدين من أمثاله.

وأضافت إستيل أنها تفاجأت بقوة صياغة البيان الأميركي الذي سمى عمليات الجيش الوطني في طرابلس بـ”الهجمات”، موضحة أن الكثير من البيانات في السابق دعت الجانبين لوقف الأنشطة المختلفة، لكن هذا البيان مختلف، لافتة إلى أنه من الجيد أن تسمي وزارة الخارجية الأميركية الأمور كما هي، وتعترف بما يعرف الجميع أن هذا يحدث في ليبيا، معتبرة أن التصريح بيّن الوقوف بحزم أكبر إلى جانب حكومة الوفاق الوطني.

وضع المشير حفتر

القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر

وبشأن الأوضاع الميدانية، أشارت إميلي إستيل إلى أن حفتر في موقفٍ صعب، وما يجب عليه إدراكه هو أنه لا يحظى بالدعم، ومن المرجح أن يحوّل هذا المجتمع الدولي بأسره الذي كان يقف إلى جانبه، مستبعدة أن يدرك حفتر التغيرات الجديدة بالفعل، وقالت إنه وبعد بيان الولايات المتحدة بدأ حفتر في شن المزيد من الهجمات، وهذا مؤشر على رده الأولي، وفي نفس الوقت استبعدت هزيمة قوات حكومة الوفاق.

ورأت إستيل أنه في حالة انسحاب حفتر سنشهد عودة للظروف التي شهدناها خلال معظم العام السابق، وهو أن شرق ليبيا سيكون آمنا ومستقرًا نسبيًا، أما الغرب فسيكون مستقرا نسبيًا مع اشتباكات متقطعة بين الميليشيات في طرابلس، مبينة أنه إذا انسحبت قوات حفتر في حالة من الفوضى، فقد نرى المزيد من التشرذم، حيث يمكن أن يتزعزعَ الاستقرار بالشرق الليبي مع مرور الوقت.

الاقتصاد والسياسة

الدينار الليبي - ارشيفية
الدينار الليبي – ارشيفية

وبشأن الأوضاع الاقتصادية وتأثيرها على المسار السياسي، ذكرت إستيل أن القتال اليوم يجري بشكل أساسي على السيطرة على مؤسسات الدولة بالكامل وكذلك النفط، وفي حالة التقسيم سنرى انهيارا اقتصاديا في الشرق حيث تم بناء الاقتصاد على وجود مؤسسات موازية.

وقالت إستيل إن الاهتمام في ليبيا إذا تحول بطريقة مماثلة لما حدث في اليمن، فقد تستجيب الدول الداعمة لطرفي الحرب لمثل هذا الضغط، معتقدة أنه إذا كانت هناك متابعة خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة، فإن البيان الأخير ربما هو بداية لسلسلة من التغييرات المهمة.

خطر داعش

داعش
صورة تعبيرية

وأكدت مديرة الأبحاث حول ليبيا وأفريقيا / مشروع أميركا للدراسات، أن داعش في ليبيا أضعف مما كان عليه في فترة طويلة وليس من المرجح أن يزداد قوة على الفور، لكن إذا استمرت الظروف الحالية ومستوى القتال وديناميات أخرى في ليبيا، فسنرى داعش يُصبح أقوى ويمكنه العودة كخلايا للقيام بهجمات إرهابية، رأينا في الهجوم على لجنة الانتخابات أو على مؤسسة النفط الوطنية.

أوروبا وأمريكا

ورأت إميلي إستيل أن الأوروبيين منقسمون تمامًا حول ليبيا، ويجب أن تضع الولايات المتحدة الكثير من الدعم الدبلوماسي خلف ألمانيا التي تحاول عقد “مؤتمر برلين”، وربما يجب أن تُطرح مسألة وجود قوة أمنية دولية بطريقة محدودة للغاية، على الأقل لفرض حظر الأسلحة على ليبيا كخطوة أولى، وفي حال عدم انسحاب حفتر، تمنت اتخاذ إجراءات من الكونغرس حيث هناك بالفعل مسوّدة تشريعٍ حول ليبيا.

تقسيم ليبيا

تفاصيل الأوضاع الراهنة في ليبيا ترويها الصور

وقال إستيل إن فكرة تقسيم ليبيا إلى ثلاث مناطق، تُطرح بشكل دوري وتسمع في دوائر واشنطن، فالجنوب تم إهماله تاريخياً، ويفتقر إلى المؤسسات اللازمة لهذا النوع من الانفصال، وكان من المفترض أن تكون حكومة الوفاق مؤقتة وفقًا لاتفاق الصخيرات الذي لم يُعمل ببنوده حتى الآن، وبالتالي لم يكن في ليبيا حكومة وفاق وطني بالفعل، وحكومة الوفاق الحالية فيها بعض نقاط الضعف الأساسية، منها مسالة السيطرة على الميليشيات وقوات الأمن.

سلامة ومؤتمر برلين

المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة

أشارت إستيل إلى أنه من المنتظر أن ينهي غسان سلامة ولايته قريباً، وأن انتقاداته لمجلس الأمن عادلةٌ بالفعل، ومثال ذلك ما حدث في أبريل، حينما انضمت الولايات المتحدة إلى روسيا في عرقلة قرار اقترحته بريطانيا يدعو لوقف إطلاق النار. مؤكدة أن هذه الانتقادات مبرَّرة بالتأكيد وأصبحت مهمته صعبة للغاية بسبب الافتقار إلى الوحدة حتى بين الأوروبيين والولايات المتحدة.

وذكرت في ختام اللقاء أن الذي يؤخر انعقاد مؤتمر برلين هو أن أصحاب المصلحة المختلفين الذين يتوقعون المشاركة لديهم أفكار مختلفة حول من يجب أن يحضر المؤتمر ومن هم الممثلون الشرعيون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى