أخبار ليبياخاص 218

باحث أميركي: حفتر يُقلِق واشنطن وموسكو.. والسراج باع السيادة

خاص 218

أطلق كبير الباحثين في “مؤسسة أميركان إنتربرايز”، مايكل روبين، نيراناً كثيفة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في حديثه لـ218 عبر برنامج USL.

الوفاق.. باعت السيادة

رأى الباحث أن حكومة الوفاق ضحت بالسيادة وبالثروة الليبية من أجل المصالح التركية، مضيفاً أن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ارتهن سيادة ليبيا لتركيا من أجل تثبيت سلطته وأنه ينبغي على الولايات المتحدة سحب اعترافها بالسراج على الفور.

وقال إن تركيا تقوم بمحاولة تحويل ليبيا إلى دولة تابعة لها وتريد فرض نظام “إسلامي” هناك فضلاً عن سعيها لنهب موارد البلاد، وفي وضع مثل ليبيا، من المهم للغاية اتخاذ موقف جادّ، ومعرفة أنه لا يوجد شيء اسمه الحياد، مع مراعاة أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام حتى يجتمع الفرقاء الليبيون. ولكن كيفية صنع هذا السلام أمر مهم.

حفتر.. يُقلق واشنطن وموسكو

وصرح البحث الأميركي أن القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر ليس موضع ثقة كبيرة من الولايات المتحدة ولا من روسيا ولا من غيرهما، قائلاً إن “واشنطن قلقة من أنه سيبيعنا للروس”.

وعلى الجانب الآخر، يقول روبين إن الروس أيضا قلقون من أن حفتر سيبيعهم لصالح الولايات المتحدة، معتبرا أنه لا يجب أن تتمحور السياسة في ليبيا حول أشخاص بل يجب أن تكون حول استعادة النظام.

وأضاف: “المطلوب بناء نواة متوسطة المستوى داخل الجيش يمكنها متابعة التطورات الليبية وبناء ليبيا بما يتجاوز مجرد شخصيتيْ حفتر والسراج”.

وتابع: “ما تحتاجه ليبيا هي المساعدة في بناء جيشها كقوة تتجاوز القبائل وتتجاوز المناطقية، ويمكن أن يكون الجيش مؤسسة وطنية حقيقية”.

أردوغان.. “مُقامِر”

الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان يدعو الرأي العام العالمي لما أسماه مواجهة حفتر

وأضاف روبين أن أردوغان أقرب إلى المقامر وسيراهن على كل بطاقة أمامه، وهو يعرف أن الكونغرس والبنتاغون وأجهزة المخابرات لا تحبه وأسلوبه هو تخطّي كل المسؤولين الآخرين والتحدث مباشرة إلى الرئيس.

ولفت إلى أن أتباع أردوغان يعملون بنشاط في واشنطن من خلال “منظمة التراث التركي” وفي هذه المرحلة التي يحاول فيها بناء إمبراطورية الإخوان المسلمين يجب التسليم بدهائه، فبطريقة ما، تمكن من التواصل مع كل رئيس أمريكي تقريبًا.

وتابع حديثه قائلاً: “قد يسمّي أردوغان نفسه رئيسًا، لكن في الواقع هو ديكتاتور”.

أسلحة تركيا غيّرت الموازين

رأى الباحث الأميركي أنه بمجرد أن بدأت تركيا في شحن الأسلحة والمعدات والطائرات المسيّرة إلى ليبيا فقد غيرت ميزان القوى.

وأكد أنه لن يكون هناك حلّ دبلوماسي يتم التوصل إليه في الفنادق الأوروبية من فئة الخمس نجوم طالما أن كلا الجانبين في ليبيا يسعيان إلى تحقيق أهدافهما على الأرض، فيما يكمن الحل في وقف السماح للسراج باستيراد قوات مرتزقة تدعمها تركيا، لأنها تُفسد توازن القوى.

كما دعا إلى العمل على تأسيس كادر من ضباط القوات المسلحة المحترفين والقادرين على مواجهة الميليشيات الإسلاموية وكذلك للدفاع عن السيادة الليبية، ونادى أن تكون ليبيا لليبيين فقط والابتعاد عن استخدامها ككرة ِقدم سياسية.

مصر.. شرارة التوسّع

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

ووضع روبين اللوم على تركيا في حال مواجهة مع مصر، مضيفاً أنه بإمكان مصر أن ترسل دبابات إلى الحدود الليبية في غضون ساعات، لكن هذا قد يستغرق من تركيا أسابيع لإنجازه.

كما رأى أن تحشيد مصر للقوات على حدودها يجب أن يكون بمثابة طلقة تحذير للجميع، ومصر لها الحق في الدفاع عن حدودها وأمنها القومي ضد أي نظام يرعى التمرّد داخلها، مرجحاً انتشار الصراع في جميع أنحاء المنطقة إن تبنت الولايات المتحدة موقف الحياد.

وأضاف: “ليس أمام مصر سوى الدفاع عن نفسها، لأن القوات المدعومة من تركيا ستواصل محاولة تقويض استقرار مصر، ومن النفاق أن تنتقد الولايات المتحدة التدخل المصري في ليبيا”، حسب وصفه.

وتابع: “مع التعبئة الحالية في مصر، سيدرك أردوغان والسراج أنهما ليسا في وضع يسمح لهما بتحقيق ما يريدان، وعلى الولايات المتحدة أن تقف مع مصر فمن خلالها يمكنُنا تحقيق نتيجة أفضل بكثير مما يمكن تحقيقه من خلال تركيا”.

وأشار إلى أنه في حال تمكنت القوى الإسلاموية من توطيد سيطرتها في ليبيا بثرواتها الطبيعية الهائلة، سينتشر عدم الاستقرار في شرق المتوسط وإفريقيا، مضيفاً أن تركيا باتت تشكل تهديدًا للغرب أكبر بكثير من روسيا على المدى البعيد.

خطأ أميركي في ليبيا

الرئيس الأميركي دونالد ترامب

وقال الباحث الأميركي إن الولايات المتحدة تخطئ في قراءة الوضع الراهن في ليبيا، وأنه ما دامت الولايات المتحدة تقف في الجانب الخطأ هناك، فلا عجب أن العديد من حلفائها لا يثقون بها بالكامل.

وعن مسألة الحياد، قال إن الحياد الحقيقي للولايات المتحدة سيكون من خلال الإقرار بأن السراج ليس زعيما لليبيا، لأنه إسلامويّ ومستعدّ للتضحية بالسيادة الليبية، حسب قوله.

وتحدث عن وجود لوبي تركيّ قوي داخل وزارة الخارجية الأميركية، فيما ورثت إدارة ترامب وضعًا نال فيه السراج اعترافا دبلوماسيا والوزارة ليست مستعدة للتراجع عن ذلك.

وأضاف: “ترامب يرى أن العديد من التدخلات الأمريكية في الشرق الأوسط تتعارض مع المصالح الأمريكية، ويسعى إلى الانسحاب، وفي هذه المرحلة، تكثف الولايات المتحدة جهودها على مواجهة التدخل الروسي، ولهذا السبب لا تعمل استراتيجية واشنطن بشكل جيد. ما نراه في الشرق الأوسط هو معركة أيديولوجية، والولايات المتحدة لا تدرك ذلك تمامًا حتى الآن”.

وأكد روبين أن مرتزقة أردوغان يشكلون خطرا على الأمن القومي الأميركي، والجميع يدركون مدى زعزعة الاستقرار الذي يقوم به أردوغان. وحان الوقت للولايات المتحدة أن تدرك هذا أيضًا.

ألمانيا.. في وجه المدفع

ألمانيا
ألمانيا

قال روبين إن أوروبا لم تتعامل بجدية مع النزاع في ليبيا وكان من الخطأ الاعتماد على إيطاليا، مضيفاً أن أوروبا أحيانا ليست مدركة تمامًا أو واقعية كثيرا فضلاً عن الدعم الذي منحته للسراج وهو ما يقوّض أيّ أمل في حل دبلوماسي ناجح.

كما رأى أن ألمانيا عرضة للابتزاز في كل مرة يهدّد أردوغان بإطلاق المهاجرين إلى أوروبا، محذراً من سورنة النزاع الليبي، الاحتمال الذي يعتبر مشكلة حقيقية.

واتهم تركيا بتصدير محاربين سابقين في تنظيم داعش إلى ليبيا، من الذين كانوا يقاتلون في إدلب، وأعضاء من الجماعة الليبية المقاتلة، مضيفاً أن العالم بات يحتاج إلى الاعتراف بوجود منافسة أيديولوجية وحرب باردة إيديولوجية تدور في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى