أخبار ليبيااخترنا لك

بائعو “الصيدليات السياسية” لم يعثروا على “دواء ليبي”

218TV|خاص

في السنوات الثماني الماضية جرّب الساسة الليبيون، ومعهم مبعوثو منظمة الأمم المتحدة إلى ليبيا العديد من اللقاحات والأدوية المُصنّعة خارج ليبيا، التي صُرِفت لليبيين على هيئة مؤتمرات وملتقيات خارجية، أنفق عليها الساسة مبالغ فلكية وطائلة للسفر على متن رحلات جوية خاصة، والإقامة في فنادق فاخرة، من أجل التداول في الأزمة الليبية، ومع أطراف ليبية لكن خارج ليبيا، الأمر الذي ظل يُشكّل لدى الليبيين حالة عصية على الفهم، ومن دون أن يتطوع طرف سياسي واحد لطرف آخر عبر عقد “ملتقى وطني” في الداخل الليبي.

من “الصخيرات” مرورا بتونس والإمارات ثم العاصمة الفرنسية باريس، وتحديدا في قصر الإليزيه، وأخيرا في مدينة باليرمو الإيطالية في شهر نوفمبر الماضي عُقِدت سلسلة من الملتقيات والمؤتمرات خارج ليبيا في مهمة لم تزد عن جمع أطراف سياسية وعسكرية ليبية وجها لوجه، ثم تبادل “نصف الابتسامات”، و”مصافحات باردة”، وبيانات وتوصيات سرعان ما كان يتم الانقلاب على مخرجاتها وتوصياتها، وهو ما استدعى في لقاء قصر الإليزيه من شهر مايو من العام الماضي أن يطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من شخصيات سياسية وعسكرية ليبية أن يقرأوا ويقروا توصيات مؤتمر باريس، قبل أن يستخدم عبارة: “لقد طلبت أخذ موافقتهم تماما كما يفعل أهل العروس عند سماع رأيها قبل الخطبة”.

تطالب أوساط مواكبة للمشهد في ليبيا عشية دخول العام التاسع لثورة السابع عشر من فبراير، بتضافر الجهود الوطنية من أجل تصنيع “دواء ليبي” يكون قادرا على إيجاد حل سياسي مستدام للأزمة السياسية الليبية، بدلا من الاستمرار في تجريب الأدوية التي تُصنّع في الخارج، ولا يبدو أنها تُناسِب أزمة ليبيا المفتوحة على احتمالات خطرة جدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى