العالماهم الاخبار

انقلاب تركيا.. “فشل استخباري” أم “إغماضة عين مصطنعة”؟

218TV.net خاص

لا تزال تركيا تعيش “هاجس الانقلاب” بعد مرور أكثر من 365 يوما على وقوعه، فـ”الذهول” لا يزال سيد الموقف، وبعيدا عن تقارير إعلامية تريد استحضار الانقلاب وكيفية إحباطه يميل الأتراك إلى استحضار السؤال “المسكوت عنه”: “هل نمتلك حقا جهاز استخبارات قوي؟”.. وإذا كانت الإجابة بـ”نعم”، فهناك مُباغتة بسؤال آخر: كيف وقع الانقلاب؟، مع توابع أسئلة لا تتوقف أبدا عما يمكن وصفه بـ”ما وراء الانقلاب”، وصولا إلى “كواليسه” التي لا تزال “طي الكتمان”.

تعرضت الاستخبارات التركية إلى “ضربة قوية” هذا ما ظل ثابتاً طيلة أيام العام المنصرم، لكن الداخل التركي اليوم يعيش على وقع “تحليلات وانطباعات” مستجدة تسأل بوضوح ما إذا كان الانقلاب الذي فشل بعد ساعات قليلة قد كان مختوما بعبارة “صُنِع في الاستخبارات”، وأنه حصل ضمن “الدائرة المغلقة” بين رئيس الاستخبارات الجنرال دافيد حقان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان دون علم المؤسسة العسكرية التي حاول أردوغان مرارا إدخالها إلى “بيت الطاعة”.

تُقلّل أوساط تركية من جودة هذا الانطباع، فتحاول تصويبه عبر القول إن هناك محاولة انقلاب فعلية في تركيا رصدتها الاستخبارات التركية وأنه جرى إطلاع أردوغان عليها، فتفتق ذهنه عن فكرة مفادها “إغماض العين” عن هذا الانقلاب، وتركه يكبر وصولا إلى “ساعة الصفر” بحيث يبقى في نطاق يسهل “السيطرة عليه”، على أن يقوم أردوغان بـ”امتلاك حجة” تمكنه من “تسييل” فوائدها لصالح “صلاحيات مطلقة” سواء كانت له شخصيا، أو لمصلحة حزب العدالة والتنمية، الذي صار “خاتما في إصبعه”.

ترفض أوساط تركية القبول بـ”الرواية التركية” من أن الانقلاب حصل من وراء ظهر الاستخبارات ومؤسسة الرئاسة، لكن قد يكون فعلا فاجأ المؤسسة العسكرية، فعلى الأرجح أن أردوغان اصطاد “العصافير العشرة”، وظل ضامنا لـ”العصفور الذي في يديه”، إذ تتوقف أوساط تركية أخرى عند دلالات الإبقاء على القيادات الرفيعة في جهاز الاستخبارات، مع أن انقلابا من هذا النوع يفترض أن يتحمل مسؤوليته رجال الاستخبارات الذين فشلوا في الوصول إلى “عملية وقائية” ضد الانقلاب اتضح أن مئات الآلاف باتوا في “دائرة الاشتباه” بشأنه.

يجيد أردوغان اللعب بـ”عقلية المُقاولة السياسية”، ويتضح طبقا لـ”اليوميات التركية” منذ الانقلاب أن أردوغان قد تحصل على “فوائد وعوائد” أكبر بكثير مما كان يطمح أو يتخيل، فالانقلاب أمّن له “استدارة آمنة” في الملف السوري، مثلما أمّن له “تشبيك تحالفات جديدة” كان من الصعب المبادرة إليها من دون “غطاء الانقلاب”.

سيظل السؤال التركي العريض بلا إجابة.. هل حصل الانقلاب عبر “فشل استخباري” أم “إغماضة عين مصطنعة”؟ ولسان حال الأتراك يقول: “Allah bilir“.. “الله أعلم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى