حياة

“النظر في المرآة”.. إضاءات حول سؤال الكتابة الأزلي

218 خاص

في كتاب “النظر في المرآة”، الصادر عن منشورات “شهريار”، يتحدث 30 كاتبًا عربيًا من دول مختلفة عن سؤال الكتابة. أعده الشاعر صفاء ذياب، وقدم له الناقد عبد الله إبراهيم.

الكتاب عبارة شهادات، أجابت جميعها عن سؤال الكتابة الأزلي. وكل إجابة يتعرف من خلالها القارئ على طريقة الكاتب في الكتابة، وخطوات اعداد العمل، وطقوس الكتابة لديه.

وحذار الناقد عبد الله إبراهيم في بداية تقديمه للكتاب، من عدم الأخذ بأعراف صنعة الكتابة، لأنها، فضلاً عن إرشاد الكاتب إلى السبل الصحيحة للكتابة؛ تساعده في تلقي ما يكتب. فقارئ الرواية غير قارئ الشعر، أو المسرح، أو النقد، وممارسة الكاتب لأنواع كتابية عديدة، ينتج عنه فقدان القارئ البوصلة التي توجهه إلى عالمه. فكما يراعي الروائي أو الشاعر أعراف النوع الأدبي الذي يكتب فيه؛ فإن القارئ ينقاد لأعراف قراءة ذلك النوع، فتتدخل الهوية الكتابية للمؤلف في تقدير قيمته، وتلقي القراء لأعماله. وكلما مارس الكاتب أنواعا كتابية كثيرة، خفض ذلك من بلورة موقف واضح من تلقي أدبه؛ فالتنوع يؤدي إلى تشتت انتباه القارئ، الذي يحار في اختيار السياق الذي يدرج فيه الكاتب، فكل نوع يصرف الانتباه عن الآخر، وقد يقوّض أهميته عند القارئ.

على الغلاف الخلفي للكتاب؛ يقول الكاتب علي حاكم صالح: في الشهادات قاموس مشترك: الذات والآخر، الحلم والخيال، والتذكر والنسيان، والخلق والهدم، والوضوح والغموض، والمتعة والواجب، والطمأنينة والقلق. ولكن أيضًا للكتابة ترتيبات، يسميها بعضهم طقوسا، وبعضهم ليس لديه طقوس.

ولا تكتفي الإجابات هنا بالرد على “كيف تكتب؟” ففي هذا السؤال تبرق أيضا أطياف سؤال آخر مهم: “لماذا تكتب؟”. لذلك تجدها تنزلق بين السؤالين عفويًا، جيئةً وذهابًا، وهو أمر متوقع. فلربما كان السؤالان سؤالاً واحدًا، يكتب الكتاب من دون ربما معرفة لماذا يكتبون. ثمة حاجة، وثمة إلحاح.

زر الذهاب إلى الأعلى