حياة

الموت الرحيم.. لماذا يُقتل الحصان بعد كسر ساقه؟

كان الخيل من رموز وأيقونات السفر والترحال والحرب والهيبة، وفيه تغنت العرب بأشعارها، وشنت أوروبا حروبها على ظهر الخيل، حتى دخل في مجال الرياضة والسباقات.

وهناك أكثر من 350 نوع من الخيل في العالم مُعترفٌ بها، وأشهرها الخيل العربي الأصيل وهو الأغلى بينهم، وأيضاً هناك الخيل الإنجليزي.

لكن الخبر الأسوأ للخيل وصاحبه هو إصابة قدمه بكسرٍ في العظم، فحينها على الأغلب سيتم التعامل معها وكأنها إصابة إنسان بالقلب أو الدماغ، لأنها ستضع حداً لحياة الخيل.

أو دعونا نسأل السؤال بطريقة أكثر قسوة “لماذا تتحول الساق المكسورة في كثير من الأحيان إلى تنفيذ الإعدام بحق الحصان؟”.

من الشائع أن تتعرض الخيول لكسرٍ في الساق خاصةً تلك الخيول المستخدمة في السباقات الرياضية فائقة السرعة، والخيول المُستخدمة في التنقل عبر الطبيعة التضاريسية القاسية.

والسبب وفقاً للطبيب البيطري جيني هول في حديثٍ له عبر صحيفة الغارديان البريطانية فإن “خيول السباقات يتم اختيارها بعناية شديدة منذ قرون طويلة على أن تكون خفيفة الحركة والسرعة، وهذا يتوفر في حال كانت ساق الخيْل خفيفة وبالتالي ضعيفة رغم قوتها ووزنها الثقيل، وبذلك تتمكن من الركض بسرعة”.

ويضيف د. هول:” لذلك للأسف ، أحيانًا عندما تنكسر ساق الخيل يُصبح محطما ولا فائدة منه”.

صورة حصان

ولكن ليس هذا سبب إعدام الخيل بعد إصابته بكسرٍ في الساق، بل لأنه قبيل لحظة كسر العظام يحدث لساق الخيل التواء حاد، مما يؤدي إلى تشوّه العظام وتناثرها قطعاً صغيرة، ويكون من الصعب جداً إعادة هذه العظام المتناثرة مثل الورقة الممزقة إلى قطعٍ صغيرة، وحتى إن حدث ذلك سيحصل الخيل في نهاية المطاف على رجلٍ ملتوية ضعيفة لا تقوى على حمله.

إضافة إلى ذلك وفقاً للطبيب فإن الأطراف السفلية للخيول تضم عدداً من من الأنسجة الرخوة وهذا يعني أن العظام غالباً ما تخترق الجلد عند كسره، وما يزيد الطين بلة، هو أن هذا الجرح سيجعل العلاج أكثر صعوبة، بل سيؤثر أيضا على ضخ الدم إلى أسفل الساق وحدوث نزيف يؤدي إلى موته ببطء ومعاناة، وكل ذلك يُقلّص قدرته على الشفاء.

ويتكون الهيكل العظمي للحصان من 250 عظمة من بينها 80 عظمة في ساقيه، والنظام المعقد للمفاصل والعظام والأربطة والأوتار والغضروف ومواد التشحيم والصفائح والحوافر كلها تساهم في زيادة السرعة المذهلة للخيول.

وعندما تنكسر ساق الخيل يتحول العبء من أربعة سيقان إلى ثلاثة فقط وهذا يرفع من احتمالية إصابة بقية السيقان بالتهاب الحوافر والتأثير على الدورة الدموية للسيقان وتعريضها لموت الأنسجة، ويؤكد الطبيب البيطري على ضرورة أن يتوزع وزن الحصان على سيقانه الأربعة لتجنب الالتهابات ذات المضاعفات الخطيرة على جسده.

الجانب المؤسف للخيل وما يلعب ضده هو وزنه الثقيل الذي يصل إلى نصف طن وأكثر، فحتى لو تم علاج الساق المكسورة فهذا سيجعله مستلقياً طوال اليوم و من ثم إصابته بقروح جسدية تزيد من خطورة حدوث مضاعفات خطيرة.

وإضافة إلى هذه الأسباب التي تدفع لاتخاذ قرار “الموت الرحيم” للحصان هو الرغبة بإنهاء الألم الشديد جداً الذي يعانيه الحصان من كسر الساق والتهاب الحوافر، وهو سبب يؤخذ في عين الاعتبار لتنفيذ عملية القتل الرحيم للحصان وتخليصه من الآلام التي يعانيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى