أخبار ليبيااهم الاخبارحياة

المكتبة (12)

نخصص هذه المساحة الأسبوعية، كل يوم أحد، للحديث عن العلاقة بين المبدع وكتبه، والقراءة، والموسيقى.

أمير تاج السر: روائي من السودان صدرت له أعمال كثيرة منها: مهر الصياح – توترات القبطي- أرض السودان الحلو والمر- صائد اليرقات ـ 366 ـ منتجع الساحرات ـ إيبولا76، وغيرها.

ترجمت أعماله لعشر لغات منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والصينية. وصلت أعماله للقوائم القصيرة والطويلة لجوائز مثل البوكر والشيخ زايد والجائزة العالمية للأدب المترجم. حصل على جائزة كتارا 2015، عن روايته ( 366) وتعتبر روايته (إيبولا 76) نصا رائدا في أدب الأوبئة. تدرس عدد من أعماله في المناهج الدراسية الثانوية في عدد من البلدان.

_ ما الذي جاء بك إلى عالم الكتابة؟

ـ في الحقيقة أنا أكتب منذ زمن بعيد، وبالتحديد منذ تعلمت القراءة والكتابة في المرحلة الابتدائية، كان شغفي بالقراءة كبيرا جدا، وكان جو المنزل يساعد على ذلك حيث كان والدي قد اتفق مع صاحب مكتبة لإحضار كتاب كل أسبوع لنا، نكمله نحن الأبناء خلال الأسبوع وننتظر ما سيأتي بعده، وكان صاحب المكتبة اسمه رفعت، يأتي كل يوم إثنين في العصر تحديدا، راكبا دراجة نارية من ماركة فيسبا، زرقاء اللون، يلقي الكتاب من فوق السور ويذهب ونكون بانتظاره، نتلقاه ونتصارع من يقرأه أولا. كان عالما جميلا حقا، قرأنا فيه قصص الأطفال كلها، وتطور الأمر بعد ذلك ليصبح بحثا عن الكتب في المكتبات القريبة، تلك الفترة بدأت أكتب قصصا للأطفال على نسق ما قرأته، وحين انتقلت للمرحلة المتوسطة كان بمقدوري كتابة الشعر وأصبحت وأنا طالب صغير لدي أغنيات يرددها مطربون كبار، وفي مرحلة الجامعة صرت أنشر في مجلات إبداع والقاهرة، وكل الدوريات العربية المتوفرة هناك. في عام 1988، وقبل التخرج كتبت روايتي الأولى (كرمكول) واستمر الأمر، لا أْعرف لماذا كتبت، لكني كتبت.

ـ ما الكتاب الأكثر تأثيرا في حياتك؟

ـ كتب كثيرة أثرت في حياتي، ووسعت من خيالي في زمن البدايات، لكن ألف ليلة وليلة، من الكتب التي لا أنساها، وكنت اقتنيت أجزاء كثيرة منه من القاهرة حين كنت أدرس هناك، وأذهلني كم الخيال الموجود، وأن الإنسان قادر على إزالة الحاجز الموجود بين ما هو واقعي وما هو فنتازي، ومن ثم كتبت رواياتي منذ البداية متخذا النهج الفنتازي الأسطوري، أيضا قرأت كليلة ودمنة وفيه أيضا خيال جميل وفذ، بعد ذلك تعرفت على الأدب اللاتيني، وانبهرت بما يكتبه ماركيز وزاد إيماني بمسألة الفنتازيا والأسطورة، وفي مراحل متقدمة، عثرت على طريقتي التي سأكتب بها، بعيدا عن أي تأثر بالآخرين، والآن بعد تلك السنوات أحس بأنني قدمت شيئا حتى لو لم يكن يعجب البعض.

ـ أول كتاب قرأته؟

ـ لا أذكر بالضبط، لكن كانت كتب خاصة بالأطفال في ذلك الوقت، وفيها كتاب: الأحاجي السودانية، الخاص بالتراث السوداني، في قصص الجدات، أعتقد من تحرير البروفيسور عبد الله الطيب، لكن أعتقد أول كتاب قرأته وأنا مراهق رواية لجرجي زيدان لا أذكر اسمها، استعرتها من صاحب كشك كان قريب من بيتنا، وأيضا قرأت النظرات والعبرات للمنفلوطي، وقرأت أشعار أحمد شوقي والبارودي، وحافظ إبراهيم.

ـ علاقتك بالكتاب الإلكتروني؟

ـ لا أفضله على الورقي، ولكن حين اضطر أقرؤه، فأحياناً تبحث عن كتاب معين ولا تجده في المكتبات التي حولك، وتضطر للبحث عنه إلكترونيا، ولا تنسي أنني مؤلف، أحس بالغبن والضرر من انتشار مؤلفاتي إلكترونيا بطريقة القرصنة، ولا توجد حيلة لمنع ذلك.

ـ الكتاب الذي تقرؤه الآن؟

ـ أقرأ كتب كثيرة في وقت واحد منها: حرب النهر، كتاب عن تاريخ السودان لونستن تشرشل، والسودان بين يدي غردون وكتشنر، أيضا كتاب تاريخي لإبراهيم فوزي باشا، ورواية لينكولن في الباردو للكاتب الأمريكي جورج سوندرز.

ـ الموسيقى المفضلة لديك؟

ـ أحب الموسيقى السودانية، أذني معتادة عليها، وأحيانا أستمع لموسيقى عربية مختلفة، وصراحة لا أحب الموسيقى الغربية.

ـ علاقتك بمؤلفاتك؟

ـ علاقة حميمة، الكتاب عندي لا ينتهي أمره حين ينشر، لكني أعود إليه من حين لآخر، اقرؤه مثل أي قارئ عادي، وأحاول أن أبحث عما ما فيه من جماليات، وكلما بعد عهدي بتأليف كتاب، ازدادت صلتي به، لأن الأعمال الجديدة، دائما موجودة في الذهن.

ـ هل ستغير الكتابة العالم؟

ـ لا أعتقد، العالم في هذا الوقت بالذات محتاج لمعجزات حتى يتغير، نحن نكتب ونحاول، ولكن الأزمات التي تحيق بالبشر فوق كل حرف.

ـ ماذا تحتوي مكتبتك؟

ـ كتب كثيرة جدا في شتى الأمور: التاريخ، الجغرافيا، الأدب، الأديان، العلوم بأنواعها، خاصة علم الطب الذي تخصصت فيه، وعندي كتب مفضلة أحبها وأعود لأستمتع بها من حين لآخر، مثل دواوين محمود درويش.

ـ ما الذي يشغلك اليوم؟

ـ كثيرة هي الهموم لكن الفخ الذي يمسك بالإنسان من جراء وباء كورونا، يظل هما كبيرا ومؤثرا، على الصعيد الشخصي، أكملت منذ أيام روايتي: عن الحزن باختصار، وهي رواية عن الضياع في شتى سبله وأشكاله.

زر الذهاب إلى الأعلى