أخبار ليبيااهم الاخبار

المسار العسكري.. تحديّان حاسمان أمام لجنة “5+5” في سرت

تقرير 218

بذلت اللجنة العسكرية المشتركة جهدًا في سبيل فتح الطريق الساحلية، وتوصلت إلى اتفاق بين قوتيْن، الأولى تابعةٌ للجيش الوطني، والثانية ممّثلةٌ للتشكيلات المسلحة المتمركزة في مدينة مصراتة تحديدًا؛ إلا أن ما حصل يعتبر خطوةً أولى، أو لوحةً ناقصة التكوين، في أمسّ الحاجة إلى وضع بقية التفاصيل، كي تكون بأجمل مظهر .

وبقدر ما كانت خطوة فتح الطريق الساحلي صعبةُ، بقدر الدعم الشعبي الذي حصلت عليه اللجنة خاصةً أن ثمة من شكّك في قدرتها على إحداث تغيير على الأرض في كل الملفات التي ستخوض فيها، على اعتبار أن الخمسة الذين سُمّوا من قبل حكومة الوفاق حينها؛ لا يمثّلون أي سلطان ولا يفرضون أي قرار ملزم على التشكيلات المسلحة الموجودة في غرب ليبيا كافة، خاصةً أنهم يمثّلون فسيفساء متناقضة جدًا.

اللجنة العسكرية؛ أمامها في سرت اليوم استحقاقان بارزان، الأول وضع تصور واستراتيجية عمل لتوحيد المؤسسة العسكرية في كل قطاعاتها، بدءًا من العسكريين الذين يتقاضون رواتب من القيادة العامة ورئاسة الأركان في طرابلس، وانتهاءً بترتيب ملف العسكريين الموجودين في غرب ليبيا، وهذا تحدٍ ليس من السهولة بمكان؛ بسبب وجود المسلحين في غرب ليبيا وانتشار السلاح، ممّا يُعزّز فرص رفضهم لأي تقارب مع القيادة العامة.

وفي جانب آخر؛ ثمة تحدٍ هو الأكبر أمام اللجنة العسكرية المشتركة، وإن كان هذا التحدي لا يقع على عاتقها وحدها؛ كونه يعكس تصارعًا إقليميًا، ويندرج تحت مسمى لعبة الأمم أو صراع الأقوياء، وهو تحدي المرتزقة الذين دخلوا إلى ليبيا، وما يزالون موجودين في ثكنات معروفة، وعلى خطوط التماس، ويمثّلون توازن رعب بين قوتيْن، الأولى هي روسيا، والثانية هي تركيا مدفوعة بأمريكا، التي، وبحسب محللين؛ ترى أن حضور روسيا في دولة مطلة على سواحل أوروبا ولها باب على أفريقيا؛ سيُهدّد حضورها في كامل القارة، وهذا ما يصعّب من مهمة اللجنة العسكرية، التي تبدو حتى اللحظة؛ منسجمةً تمامًا وعلى اتفاقٍ تامٍ وعازمةً على الذهاب إلى أبعد نقطة في المسار المزروع بالأشواك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى