أخبار ليبيااخترنا لك

الليبيون في عهد “السيولة التائهة”.. ماذا لو نضب النفط؟

218TV| خاص

لم يتجمع منذ عقود طويلة هذا الحجم من الأزمات والمشاكل فوق رؤوس الليبيين كما يحصل هذه الأيام حيث يعاني ملايين الليبيين من ظروف بالغة الصعوبة إن كان في الداخل أو في “الشتات الاضطراري” بعيدا عن أرض الوطن، إذ إنَ السيولة المالية تكاد تكون معدومة، فيما يلتهم شبح الغلاء الفاحش السيولة، ومعها أي مدخرات مالية ادخرتها النساء الليبيات اللواتي كن “الوجه المُشْرق” للأزمة التي أصبحت أقرب إلى دوامة تلتهم كل شيء في طريقها، علما أن القلق الأكبر الذي يرمي بثقله على تفكير الليبيين هو سؤال يبدو طرحه نوع من “الترف السياسي”، لكنه واقع في صلب الأزمة.

يتساءل الليبيون في ظل الأزمة الحالية التي لا يلوح في الأفق أي مؤشرات لقرب انفراجتها عن “سلة البدائل” على الطاولة الرسمية في ليبيا إذا ما نضب النفط الذي يُشكّل “العمود الفقري” للدخل المالي في ليبيا، إذ تذهب الدول الثرية، والمُسْتقرة سياسياً وأمنياً نحو تشكيل تنويع خيارات مصادر الدخل، خصوصا وأن أسعار النفط في السوق الدولية تراجعت كثيرا، وهذا يعني أن المداخيل الناتجة عنه ستقل كثيرا، وسط تساؤلات عن طريقة التفكير الليبية التي تعاني من حالة شبه انهيار أمني، إضافة إلى غرقها في فوضى سياسية وأمنية، مع انقسام سياسي لا تُخطئه العين.

وفي إطار تبادل الأفكار بشأن احتمالات تنويع مصادر الدخل في ليبيا، فإنه طبقا لأوساط اقتصادية فإن ليبيا تمتلك ساحل بحري طويل يتعدى ألف كيلو متر مربع، إذ تستطيع ليبيا أن تستغله لإقامة أكبر منتجعات سياحية تُقابل المدن والموانئ الأوروبية، كما أنها يمكن عبر موانئ عصرية وحديثة أن تتحول إلى مركز مالي وتجاري، ونقطة جذب، كما أنها يمكن أن تقيم مجمعات ضخمة لصناعات عملاقة في مجالات عدة أبرزها قطاع تصنيع الأدوية الذي تخلو منه ليبيا تماما، إذ يمكن لقطاع السياحة وحده في ليبيا أن يدر دخلاً مليارياً، مع تسويق جيد، مثلما يمكن للسياحة أن تجعل من السواحل الليبية أهم نقطة جذب سياحي، وتشكيل “بديل عربي وأفريقي” لأوروبا.

التفكير ب”المستقبل الليبي” يبدأ من ضغط الصعوبات والمختنقات الحالية التي تضغط على الليبيين، والسؤال المُتداول عن بديل النفط “الغائب والمُتراجِع” ليس ترفًا فكريًا؛ لأنه قيل تاريخياً إن “الحاجة أم الاختراع”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى