حياة

الصحراء تجتاح إفريقيا

نمت صحراء أفريقيا بنسبة 10 في المائة خلال آخر مائة عام، وفقا لدراسة جديدة أجراها علماء في جامعة ميريلاند.

وأثبتت الدراسات توسع الصحراء الكبرى التي تعد أكبر صحراء في العالم  بنسبة تتراوح بين 11 إلى 18 في المئة اعتمادا على مواسم الأمطار .

وبينت  دراسة نشرت يوم الخميس في مجلة المناخ التابعة للجمعية الأميركية للأرصاد الجوية أن الباحثين قاموا بتحليل بيانات هطول الأمطار السنوية المسجلة في جميع أنحاء أفريقيا حتى عام 2013، وتوصلت النتائج إلى أن معدل سقوط الأمطار إذا ما كان 4 بوصات سنوياً أو أقل ، فإن المنطقة تعتبر وفق لتصنيفاتهم منطقة صحراوية.

و أرجع العلماء سبب ذلك إلى ظاهرة ارتفاع الحرارة في فصل الصيف والتي تتزامن مع قلة نسبة هطول الامطار إضافة إلى ارتباطها بعوامل أخرى منها زيادة غازات الاحتباس الحراري والغبار والأتربة والرمال التي تلوث الغلاف الجوي بفعل الرياح القوية .

و قالت مديرة قسم علوم الغلاف الجوي والجيوفضائي التابع لمؤسسة العلوم الأمريكية مينغ كاي، إن لهذه الظاهرة تأثيرا مدمرا على حياة الشعوب الأفريقية ، التي تعتمد على الزراعة .

وأضافت كاي أن أكبر الزيادات لتوسع الصحراء كان خلال الصيف، مشيرا إلى أن أكبر زيادة في التوسع كانت على طول الحدود الشمالية والجنوبية للصحراء، وأرجع الباحثون ثلث نسبة التمدد إلى التغيير المناخي الذي يسببه الإنسان والثلثان المتبقيان المرتبطان بالدورات المناخية.

وقال سومانت نيغام ، عالِم الغلاف الجوي والمحيطات في ولاية ماريلاند ، إن “الصحارى عادة ما تتشكل في المناطق شبه الإستوائية بسبب ظاهرة تعرف دوران “هادلي” ، والذي يرتفع من خلاله الهواء عند خط الإستواء وينزل في المناطق شبه الإستوائية “وتشير الدراسات إلى إمكانية أن يعمل تغير المناخ على توسيع دوران اعصار “هادلي” ، مما يؤدي إلى تقدم صحراوي في اتجاه الشمال.

ويعمل العلماء على مواصلة استكشاف الأسباب المحتملة لانتشار هذا التصحر والذي ينبئ بعواقب مدمرة على زراعة المحاصيل وعند مقارنة درجات الحرارة الموسمية في أمريكا الشمالية وجدوا أن فصول الشتاء تزداد دفئًا بينما في أفريقيا  لقد بدأ الباحثون في  النظر في اتجاهات درجات الحرارة الموسمية على أمريكا الشمالية حيث ، لكن الصيف متشابهًا.ولكن ما يحدث بأفريقيا على العكس حيث يستمر البرد ثابتا في الشتاء والانخفاض فقط في معدلات الأمطار ولكن فصول الصيف تزداد دفئًا ما جعل الضغوط في أفريقيا أصبحت أكثر حدة.

قال نيغام عن بحيرة تشاد بأنها منطقة انتقالية شبه قاحلة بين الصحراء والسافانا الخصبة في الجنوب واصفا موقع بالحساس لوقوع حوض تشاد بأكمله في المنطقة التي تتسلل فيها الصحراء جنوبًا حيث باتت تعاني مؤخرا من موجات انحسار وجفاف واصفا إياها بالبصمة الواضحة للغاية للتأثير المدمر للتغيرات المناخية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى