أخبار ليبيا

السراج ينقل “عدوى الانقسام” إلى واشنطن وباريس

218TV| خاص

لم تمض 48 ساعة على انعقاد اجتماع للأفرقاء الليبيين في العاصمة الفرنسية باريس يوم الثلاثاء الماضي، وإعلان بيان سياسي عام لم يُقْنِع الليبيين، حتى أطل “التفسخ السياسي” عنواناً للمرحلة في ليبيا، إذ أن الانقسام السياسي أصبح في السنوات الأخيرة “علامة ليبية مُسجّلة”، كفيلة بأن تقضي على أي أمل سياسي يمكن أن يُبدّد جبل الأزمات الذي يرقد في فوق صدور الليبيين، إذ ليس سراً أن رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج قد مهّد لهذا التفسخ السياسي من داخل قصر الإليزيه حين كان العالم في وادٍ، وكانت تصريحات السراج في وادٍ آخر.

ما إن وصل فايز السراج إلى العاصمة طرابلس، حتى أدار “مروحة من الاتصالات” مع دول عدة في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، في مسعى للحد من أي “تأثيرات إيجابية” ل”إعلان الإليزيه” يمكن أن يحصل عليها “الفريق السياسي” في الشرق، إذ سرعان ما استقبل السراج شخصيات عسكرية ودبلوماسية أميركية، فيما أعلنت واشنطن “ميلها السياسي” نحو السراج والمجلس الرئاسي، وهي إشارة فُسّرت على أنها “كشف تسلل أميركي” ضد “النوايا والأهداف” الفرنسية التي ظهرت بوضوح لصالح القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، الموصوف فرنسياً بأنه “اللاعب الأساسي” في أي حل سياسي يمكن للعالم أن يُظهّره في ليبيا.

الساسة الليبيون على ما ترويه مصادر دبلوماسية شرق أوسطية لم يكتفوا ب”الانقسام السياسي” الذين أداروه ووفّروا له كل “أسباب النجاح”، بل بدأوا ب”نقل عدوى الانقسام” إلى عواصم الثِقَل السياسي والدبلوماسي عالمياً، إذ تتوقع المصادر أن تميل أميركا أكثر نحو السراج متمسكة ب”شرعيته”، فيما يُنْتظر أن تتقدم أميركا “خطوة إضافية” أو أكثر في العلاقة مع المشير حفتر، فيما لا تزال الولايات المتحدة “مترددة ومتوجسة” من التقرب من المشير حفتر، إذ يُصر الأخير في التعاطي مع الأزمة الليبية انطلاقاً من “عقيدة عسكرية” لها “أولويات واضحة”، تبدأ من “استتباب كامل” للأمن، ولا تنتهي عند “دور بارز للجيش” في المعادلة السياسية المقبلة في ليبيا.

الانقسام السياسي في ليبيا ولّد عشرات الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية والاجتماعية في ليبيا، وهي أزمات حرمت الليبيين من “حياة الحد الأدنى”، لكن لا يُعْرف حتى الآن كيف سيُلْقي “الانقسام العالمي” بشأن ليبيا أثره على صدور الليبيين “المُتْعبة والمُنْهكة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى