أخبار ليبيا

“السترات السود” تتجول في ليبيا.. تعرّف عليها

218TV|خاص

في الشهرين الأخيرين من عام 2018 أطلق الفرنسيون حركة احتجاجية عُرِفت بـ”السترات الصفر”، وهو اللون الذي قلدته احتجاجات مماثلة في دول أوروبية وأخرى عربية في الأسابيع القليلة الماضية، وسط ترقب للون السترات التي يمكن أن يرتديها الليبيون تعبيرا عن احتجاج طال انتظاره في ظل تعثر الطبقة السياسية الحاكمة من التوافق على حلول سياسية تنقذ الليبيين من ضائقتهم الاقتصادية، لكن في ليبيا سادت “السترات السود” التي لها علاقة بمسائل أخرى غير احتجاجية أو مطلبية، وسط مخاوف من أن يفرض أصحاب “السترات السود” هيمنتهم على الليبيين والليبيات في ظل تراخٍ غير مبرر.

“السترات السود” في ليبيا يرتديها مقاتلو داعش الذين يحاولون إخضاع الليبيين لـ”ظلامهم وترهيبهم”، والتلويح بعودتهم، وسط تقارير دولية تقول صراحة إن الدواعش ينظمون صفوفهم، ففي عام 2018 الذي انتهى أمس الإثنين هاجم دواعش بلباسهم الذي يغلب عليه اللون الأسود ثلاث مقرات رسمية في وضح النهار وهي المفوضية العليا للانتخابات، والمؤسسة الوطنية للنفط، ووزارة الخارجية وهي مقرات في العاصمة، وكأن أصحاب “السترات السود الدواعش” يضعون أعينهم على العاصمة لإسقاطها أمنياً.

في ليبيا ظهر صنف آخر من أصحاب السترات السود، فإذا كان صنف الدواعش الأول يلف عناصره أجسادهم باللون الأسود، فإن الصنف الثاني من السترات السود يلفون عقولهم بتلك السترات، إذ لا يعرفون أن الليبيات والليبيين قد خُلِقوا للحياة التي يميلون إليها بفطرتهم السليمة غير الملوثة، فما حدث في مقهى كازا وتداعياته يكشف بأن هنالك تيار لا يرى سوى اللون الأسود وأنه لا يرى حياة الليبيين بعيدا عن هذا اللون، إذ تسود مخاوف حقيقية من أن يفرض صنف “السترات السود” كلمتهم في ليبيا، وسط انقسام سياسي يُعطّل ولادة الدولة والمؤسسات التي تستطيع اجتثات هؤلاء بدولة يأتي فيها حق الحياة أولا، وفرض “سيادة وسلطان القانون” على كارهي هذا الحق الذي تكفله الشرائع السماوية وسائر القوانين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى