العالم

الرصاص الإسرائيلي يخطف حياة طفل فلسطيني

(رويترز) – تجاهل محمد أيوب الذي لم يتجاوز عمره 14 عاما رفض والدته وتحذيراتها وانسل خارجا للمشاركة في الاحتجاجات على حدود قطاع غزة مع إسرائيل بعد ساعات من إلقاء الجيش الإسرائيلي منشورات على قريته في القطاع تطلب من السكان البقاء بعيدا.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن المراهق قتل بعد ذلك بساعات برصاصة إسرائيلية في الرأس.

وقالت والدته “طلب من خالته أن تبلغني أنه سيعود بعد ساعة” لكنها بدلا من ذلك دفنته في وقت متأخر من مساء الجمعة.

ورفع مقتله عدد القتلى الفلسطينيين في الاحتجاجات على الحدود إلى 35 . وبدأت الاحتجاجات في 30 مارس تحت شعار “مسيرة العودة الكبرى” لتحيي مطلبا طويل الأمد لعودة اللاجئين لمنازل أسلافهم في مدن وبلدات تقع حاليا في إسرائيل.

وتتواصل الاحتجاجات على مدى شهر واستخدم الجنود الإسرائيليون الرصاص لإبعاد الحشود الفلسطينية عن السياج الحدودي.

كان أيوب من بين آلاف احتشدوا أمس الجمعة للاحتجاج حيث استخدم بعضهم وسائل عدة لرشق الجنود بالحجارة ودفع إطارات محترقة نحوهم وحاولوا قطع أسلاك السياج الحدودي.

وتقول إسرائيل إنها تقوم بواجبها للدفاع عن حدودها وتتهم حركة (حماس) التي تدير القطاع بأنها وراء الاحتجاجات لاستغلال الحشود ستارا لتنفيذ هجمات. وتنفي حماس ذلك.

وأثار استخدام إسرائيل للذخيرة الحية في التصدي للمتظاهرين انتقادات دولية كما حظي مقتل أيوب باهتمام خاص.

وقال نيكولاي ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط في رسالة على تويتر “من المخزي إطلاق النار على الأطفال. كيف يمكن لقتل طفل في غزة اليوم أن يساعد في إحلال السلام؟ لا لن يساعد.. إنه يؤجج الغضب ويغذي المزيد من القتل. يجب حماية الأطفال من العنف وليس تعريضهم له”.

وقال جيسون غرينبلات مبعوث الولايات المتحدة للسلام في الشرق الأوسط على تويتر “إسرائيل تجري تحقيقا شاملا في مقتل محمد أيوب حتى نفهم ما حدث. وبينما نحن في حداد على فقدان حياة صبي علينا جميعا أن نتجنب التسبب في مزيد من المعاناة من خلال ردود فعلنا على مقتله”.

وأحجمت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على ما إذا كان هناك تحقيق في الواقعة.

وقالت أسرة أيوب إن أصدقاءه أكدوا أنه لم يكن من بين من يرشقون الجنود بالحجارة.

رقابة صارمة

من المقرر أن تصل الاحتجاجات إلى ذروتها في 15 مايو. وقال قائد حركة حماس إسماعيل هنية إنه حتى موعد تلك الذروة سيتكرر ما يحدث على حدود غزة في أماكن أخرى على حدود إسرائيل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي اليوم السبت إن قادة حماس يتحملون مسؤولية مقتل أيوب.

وقال أفيغدور ليبرمان “هؤلاء القياديون الجبناء الذين يختبئون خلف نساء وأطفال يرسلونهم للواجهة دروعا بشرية حتى يتسنى لهم الاستمرار في حفر الأنفاق وارتكاب أفعال إرهابية ضد إسرائيل”.

وتنفي حماس ذلك. وتصنف عدة دول غربية الحركة بوصفها جماعة إرهابية.

ويكتظ قطاع غزة الساحلي الضيق بأكثر من مليوني فلسطيني. وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من القطاع في 2005 لكنها تبقي على رقابة برية وبحرية مشددة على القطاع. كما تفرض مصر أيضا قيودا على التنقل من وإلى قطاع غزها من على جانبها من الحدود.

وقال ماتياس شمالي مدير عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة إن أيوب هو ثالث طالب في مدارس أونروا يقتل في الأسابيع الماضية. وتقدم أونروا مساعدات لما يزيد عن نصف سكان القطاع.

وأضاف على تويتر “وردت أخبار مزعجة بشدة وهي أن الطفل الذي قتل أمس هو طالب آخر في مدرسة تابعة لأونروا.. قتل اثنان سابقا… لا يجب على الإطلاق أن يستهدف الأطفال”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى