أخبار ليبيااهم الاخبار

الدور الأميركي في ليبيا.. مفاضلة مبطنة بمصالح واشنطن

دفعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا الولايات المتحدة إلى التركيز بشكل كبير على استمرار ضخ النفط والغاز الليبيين نحو الأسواق الأوروبية، وعدم المساس بالمؤسسة الوطنية للنفط ومصرف ليبيا المركزي ومؤسسة الاستثمارات الخارجية على حساب مساعيها الرامية للتوصل إلى حل بين رئيسي الحكومة الليبية وحكومة الوحدة.

ورغم أن السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند أجرى عدة لقاءات مع أطراف ليبية مختلفة في مارس الماضي من أجل الضغط على باشاغا بالتخلي عن مهمته والقبول بتولي أحد القضاة تشكيل حكومة جديدة، إلا أن الولايات المتحدة أكثر ما يهمها في ليبيا في الوقت الراهن هو النفط وليس شخص رئيس الحكومة.

ويناقض الموقف الأميركي هذا الموقف المصري الذي يبحث عن الاستقرار في ليبيا، فالبلدان يمثّل كلٌّ منهما عمقًا استراتيجيًا للآخر، وقد عانت القاهرة من التنظيمات المتطرفة في المنطقة الشرقية من ليبيا قبل تطهيرها من قبل الجيش الوطني.

ويضيف تقرير بصحيفة الخليج أن الموقف المصري تجاه ليبيا ينطلق من مبدأ دعم الشرعية والأمن والاستقرار في جارتها الغربية، وهو ما دفع القاهرة لطرح مبادرة ترتكز على أسس ثلاثة تتمثّل في نقل السلطة سلميًا وإجراء الانتخابات وفقًا لخارطة الطريق التي طرحها مجلس النواب إضافة إلى خروج المرتزقة والقوات الأجنبية.

وقد عملت مصر في هذا الاتجاه من خلال استقبالها لكلٍّ من رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس الحكومة الليبية فتحي الباشاغا ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي الذي اجتمع به الرئيس السيسي؛ للتأكيد على دعم مصر لاستقرار ليبيا ومؤسساتها الشرعية واستقرارها.

ويشير التقرير إلى أن طرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن استراتيجية عشرية لمنع الصراعات وتعزيز الاستقرار تطيح بكل المبادرات والمقررات الدولية وخرائط الطريق المطروحة، وتترك مصير ليبيا في أيدي واشنطن وحدها ومن قد تختاره من الأطراف المحلية والإقليمية لمشاركتها.

ويتساءل التقرير عما يجمع ليبيا وهاييتي وموزمبيق وبابوا غينيا الجديدة وساحل غرب أفريقيا، فهذه البلدان تختلف مواقعها فضلا عن ظروفها السياسية والاقتصادية والحضارية، ويرى أن ذلك لا يعني سوى كونها جزءًا من الاستراتيجية الكونية الأميركية، وإذا كان رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا قد قبِل بها؛ فمن المتوقع أن يرفضها الليبيون، لكن يبدو أن التوجه الأميركي يصبّ في صالح إطالة عمر حكومة عبد الحميد الدبيبة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى