مقالات مختارة

الجيلاني وبغداد سنة 1981

محمد سالم 

كنا نلتقي في مكاتب مجلة الف باء البغدادية،الجيلاني محرر صحافي بالمجلة البغدادية ذائعة الصيت والشهرة وانا طالب بالهندسة في جامعة بغداد.

هو ليبي وانا ليبي، هو هارب الى بغداد من القذافي ونظامه المجرم وانا هارب الى بغداد من نفس الغولة.. هو شاعر ورسام وفنان حساس رهيف المشاعر وانا احب الشعر وبحوره واعشق الاوزان. كنت كثير الزيارات للجيلاني في الوزيرية لوفرة الشعر ولحظات الاشتياق للوطن واستذكار لجبلنا، جبل نفوسه.

ولغرض في نفسي، كنت اذهب لزيارة الجيلاني كي احتسي بتلذذ سيكاديللي استكان شاي بغدادي متميز يقدمه لي الحاجب البواب كلما وصلت باب الجريدة مستفسرا عن الجيلاني، وقد سماني هذا البواب السنوسي.

تفضل ياسنوسي، الجيلاني موجود في مكتبه…

ـ السلام عليكم سي الجيلاني.

ـ ايه، سي الهادي، تعالى تعالى قعمز. كيف حالك ياغرياني؟ ـ باهي، الحمدولله.

ـ كان معانا في الاسبوع الثقافي واحد سماه محمد جحا، تعرفه؟ اليوم بينزل مقال عليه، تره شوف هذي.

ـ نذكره، جيلاني، هل انت على اتصال مع محمد جحا؟

ـ لا. ـ باهي شن رايك في رسماته؟

ـ مبدع، بس اعمى لكن فنان اصيل من كبيدة مصر.

ـ شنو جو القصائد؟ عندكش حاجه على ارشاد ليبيا وقندولها والخرب القديمه فيها؟

ـ عندي حاجة ليك.. نبيك تخطها بخطك الجميل، بالديواني اه!

ـ علاش موضوعها؟ على الاندلس، وعلى ابن زيدون وعلى ولادة بنت المستكفي بالله وعلى الهم الاسود اللي احنا فيه!

ـ على خاطر ولادة، وعيون ولادة. تره وريني شنو عندك!

……….. بين ان تعبر البحر او تلتفت جبل من رماد غابة من عيون الذين مضوا في الهزيع الاخير يودعهم حبل المشنقة. …..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى