أخبار ليبياخاص 218

“الجارح” لـ”البلاد”: قائمة “الديناصورات” رفعت أسهم قائمة “المنفي والدبيبة”

فتح برنامج البلاد، الجمعة، تغطية خاصّة عن السلطة التنفيذية الجديدة والتحديات التي تواجهها، ومستقبل العملية السياسية في ليبيا.

نجاح غير حقيقي:

قال الكاتب والباحث السياسي محمد الجارح: “ملتقى الحوار لم ينجح في مهمته، والدليل على كلامي ما قالته إحدى المشاركات في الحوار حين أعلنت أنهم بالفعل اجتهدوا ولكن لم ينجحوا في إنتاج المطلوب بالنسبة للشعب الليبي وبالنسبة لليبيا.

وأضاف: أعتقد أن الذي أدى إلى فوز قائمة (المنفي ـ اللافي ـ الكوني ـ الدبيبة) هو عدم الرغبة في دعم قائمة تتكون من الوجوه أو الديناصورات بحسب ستيفاني وليامز، وهذه الوجوه كانت مرفوضة بالنسبة للكثيرين، وعندما جاءت المفاضلة ما بين قائمة (عقيلة صالح ـ فتحي باشاغا) والقائمة الفائزة اختار أعضاء الحوار التصويت على مضض للسيد عبد الحميد أدبيبة؛ على الرغم من أن القائمتين إحداهما أسواء من الأخرى.

وأضاف: القائمتان أسوأ ما يمكن أن ينتج عن هذا الحوار. وأيضا خلال الـ 48 ساعة الماضية بعض الأعضاء المشاركين في الحوار أخبروني أن هناك أرقام هاتفية تتصل بهم وتخبرهم أنهم ينتمون لمخابرات دول معينة تطالبهم بدعم قائمة (عقيلة ـ باشاغا)، في اعتقادي أن هناك اتفاق دولي على هذه القائمة، على الرغم من أن هذه الشخصيات التي تضمنتها القائمة أحد أسباب الصراع في ليبيا”.

المصالح تتحكم:

وردًا على سؤال: لماذا تعتبر القائمة الفائزة اليوم سيئة؟ قال “الجارح”: هذه القائمة من تيار سياسي واحد، وهذا يتنافى مع سياسة تحقيق الاستقرار، وعلى الرغم من احترامنا للسيد موسى الكوني بسبب مواقفه السابقة إلا أنه بحسب مهتمين بالشأن السياسي الليبي ليس لديه قدرة في التعامل مع الضغوطات والتعقيدات في الموقف الليبي.

وأضاف: هذه القائمة توجد بها إشكالية وهي أن رئيس الوزراء شخصية عليها شبهة فساد وفق ما كتبته الصحافة البريطانية. حيث وصف في شهر أكتوبر الماضي من قبل صحيفة التايمز على أنه أكبر صاحب عملية غسيل أموال في تاريخ تحقيقات القضاء الإسكتلندي، واسمه وارد في تحقيقات الأمم المتحدة التي تقوم بها الآن فيما يتعلق بمسألة الفساد.

وردًا على سؤال قد يطرحه أي شخص؛ هل هذه الشخصية المثلى التي يمكنها قيادة هذه المرحلة الحساسة؟ أجاب: من وجهة نظري عبد الحميد الدبيبة أسوء شخصية يمكنها قيادة الحكومة، أيضا على المستوى الإقليمي هذه الحكومة مرفوضة.

وحول العلاقة بين الرجمة وعبد الحميد الدبيبة؟ أضاف “الجارح”: هناك بعض المعلومات التي أصبحت اليوم شبه مؤكدة أن عبد الحميد الدبيبة خلال الفترة الماضية قام بزيارة الرجمة بتنسيق من بعض رجال الأعمال المصريين.

تسوية سياسية:

من ناحيته، قال عضو مجلس النواب صالح افحيمة: لابد أن نعرف جيدا أن البلاد تمر بظروف غير عادية. إذا أردنا التحدث عن الأخطاء في ملتقى الحوار فيمكن القول إن الخلل الحقيقي يكمن في كيفية اختيار لجنة الـ (75)، هذه اللجنة لم يتم اختيارها وفقا للقانون الليبي وتشريعاته الليبية النافذة، ولا وفقا للأعراف الدولية المتفق عليها في النظم الديمقراطية، نحن أمام تسوية سياسية. العملية ليست ديمقراطية صحيحة، لذلك يجب أن نقبل بالنتائج كما هي، لا يمكن الوصول إلى ما هو أفضل من هذه النتائج.

وأضاف: رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي رغم لقائي معه مرات قليلة إلا أنه شخصية أفكارها وسطية، متزنة له علاقات جيدة في الشرق والغرب والجنوب، لم نسمع عنه مثلا أنه كان من داعمي الحرب، أما نائب الرئيس عبد اللافي زميلي واعرفه منذ التقينا كأعضاء في مجلس النواب هو إنسان وطني بامتياز، رغم أنه يعلم موقفي من أن آلية اختيار أعضاء ملتقى الحوار لم تكن صحيحة.

الحل الأمثل:

وأردف “افحيمة”: ليبيا بحاجة للخروج من هذا النفق المظلم أولاً، وثانيًا فإن هذه الحكومة انتقالية ونحن بحاجة لتهيئة الأرضية المناسبة للانتخابات المقبلة، لو تم تسمية هذه الحكومة مكتب تنفيذي سيكون أفضل أو أدق لأنه ليس لديها صلاحيات واسعة فليس من مهامها حل مشكلة الكهرباء وزيادة المرتبات هي فقط لإنجاز مهمة تاريخية فقط، وهي تهيئة البلاد للمرحلة القادمة.

وتابع: مجلس النواب يعاني الأمرين وأن الانقسام الذي حدث في كل المؤسسات الليبية انعكس على عمل مجلس النواب، وبالتالي انقسم إلى مجلس نواب طرابلس ومجلس نواب طبرق، ولكن منذ فترة ذهب مجلس النواب في توحيد صفوفه وجمع النصاب المطلوب لاتخاذ القرارات اللازمة لمجاراة ما يحدث الآن في خضم تسارع الأحداث التي تتطلب سلطة تشريعية موحدة قادرة على اتخاذ ما يلزم من إجراءات وقرارات تواكب هذا الحدث، بعد إعلان نتائج الحوار مباشرة تنادى عدد كبير من أعضاء مجلس النواب للدعوة إلى جلسة جامعة لكل الأعضاء في مدينة صبراتة لدراسة هذه النتائج.

حكومة سيئة:

من جانبه، قال “الجارح” إنه لا يتفق مع ما ذكره صالح افحيمة، وأضاف: الحكومة الجديدة لن تصل بنا إلى انتخابات، ولن نشهد توحيد لمؤسسات الدولة أو منع للتدخلات الخارجية. هذه الحكومة واقع سيء وستقودنا إلى واقع أسوأ.

وأردف: لسان حال السيد صالح افحيمة هو لسان حال أي مسئول ليبي يطالب الناس بتحمل الأسواء لأنه ليس هناك بديل.

واتهم “الجارح”، صالح افحيمه وزملاءه بأنهم سبب ما يحدث في ليبيا من حروب وصراعات.

ثقة لجنة الحوار:

بدوره، قال الكاتب عبد الله الكبير: هذه القائمة ليس بها شخصيات جدلية، وحسب ما تابعت على مواقع التواصل الاجتماعي وهي مؤشر على توجهات الرأي العام الليبي أن هناك قبول وإجماع شعبي على هذه الحكومة. هي أفضل الخيارات الموجودة.

وأضاف: بخصوص ما تحدث عنه الكاتب محمد الجارح عن كون هذه الحكومة هل ستحظى بدعم من مجلس الأمن، وهل ستقبل بها روسيا وفرنسا؛ أعتقد أن السيد عبد الحميد الدبيبة له علاقات جيدة مع الجميع وفي فترة سابقة تواصل مع الروس ويبدو أنه طمأنهم بخصوص مصالحهم في ليبيا”.

وأردف “الكبير”: حتى ولو كانت هذه القائمة أفضل الخيارات وبها شخصيات غير جدلية وليست متورطة في دعم الحرب، هنا يمكن طرح السؤال، هل تستطيع أن تحكم؟ الإجابة هنا، تتوقف على دعم الأطراف الأخرى لها مثل مجلس النواب وهذا مستبعد بسبب حالة الانقسام. وحتى لو كان مجلس النواب غير منقسم لا أتوقع منه أي دعم كما حدث مع حكومة “الوفاق”، وبالتالي الحكومة التي سيشكلها السيد عبد الحميد الدبيبة ستمنح ثقة لجنة الحوار السياسي.

المحامي والناشط الحقوقي عبدالحفيظ غوقة
المحامي والناشط الحقوقي عبدالحفيظ غوقة

أين اللجنة العسكرية؟

وبحسب المحامي والحقوقي عبد الحفيظ غوقة، فقد شكلت هذه القائمة الفائزة مفاجأة ويضيف: “كنا نتحدث عن القائمة الأقرب وهي (عقيلة صالح ـ فتحي باشاغا) لاعتبارات محلية وإقليمية ولكن النتيجة جاءت بهذه القائمة واتمنى لها النجاح وأن تحدث الفارق، في نهاية المطاف هذه إرادة الملتقى وجزء من إرادة الليبيين الذين اخترتهم البعثة الأممية”.

وأضاف: كل المترشحين خلال الفترة التمهيدية قدموا برنامجهم الانتخابي وتعهدوا بالعمل خلال مدة أعتقد لن تتجاوز العشرة أشهر، وفشل هذه الحكومة يعني فتح باب الحرب مجددًا.

ويرى عبد الحفيظ غوقة أن “مسألة نجاح الحكومة مرتبط بمدى تعاون السلطات المحلية والقوى الفاعلة محلياً مع هذه الحكومة. والمسألة الأكثر أهمية هي مسألة الجماعات المسلحة المختلفة الانتماءات كيف يمكن التعامل معها؟ ما المسار العسكري الذي أوجدته الأمم المتحدة؟ برأيي هذا المسار أخفق حتى الآن للأسف الشديد في أن يحدث أي تطور في هذا الملف، ليس من اختصاص اللجنة العسكرية التحدث عن تدابير بناء الثقة وفتح الطرق المقفلة بين المدن، عمل هذه اللجنة يجب أن يكون يرتكز على رصد وتصنيف هذه الجماعات المسلحة.

ويصف عبد الحفيظ غوقة، التحول السياسي في ليبيا بالشيء شبه المستحيل. ولم ير “غوقة” في الأربعة القوائم المترشحة قائمة يمكن وصفها بالمثلى.

وأضاف: اختلف مع بعض أشخاص هذه القوائم ولكنني كنت أظن أن قائمة “عقيلة صالح ـ باشاغا” ستنجح باعتبار “باشاغا” حقّق بعض النجاحات في وزارة الداخلية وأنا كنت شاهد على بعضها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى