العالم

التوتر يسيطر على آخر مناظرة بين ماكرون ولوبان قبل الانتخابات

تواجه الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، مجددا مع مرشحة “التجمع الوطني” مارين لوبان، في مناظرة تلفزيونية هي الأولى منذ مواجهتهما قبل 5 سنوات، وذلك قبل أيام من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية.

ويرجح المراقبون أن تسهم هذه المناظرة في حسم اسم الفائز بالسباق نحو قصر الإليزيه، وذلك من خلال استمالة مزيد من الأصوات، وفي حال اقتناع الناخبين بقدرة أي من الطرفين على تحسين القدرة الشرائية لهم وإدارة السياسة الخارجية الفرنسية.

وكان التوتر الحاصل طوال الوقت السمة الغالبة للمناظرة التي أذيعت عبر التلفزيون، والتي تخللتها عبارات المقاطعة من الطرفين، واتهامات متبادلة بتبني رؤية ضحلة وغير طموحة لفرنسا ومستقبلها.

حيث انتقدت لوبن أداء منافسها بشدة خلال فترة رئاسته قائلة إن الفرنسيين غرقوا في المعاناة نتيجة سياساته، متعهدة بأن تكون رئيسة تهتم بتكاليف المعيشة، وأن تعيد للفرنسيين أموالهم.

أما ماكرون، فقد كان أشد هجوما ضد منافسته اليمينية، فقد ذكر بإعجابها السابق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحصولها على قرض لحملتها الرئاسية عام 2017 من بنك روسي، إضافة إلى اعترافها بضم روسيا لشبه جزيرة القرم.

لترد لوبان وتنفي هذه الاتهامات وتؤكد على أنها امرأة حرة ومستقلة تماما.

كما أعرب ماكرون عن فخره بما حققه داخليا من انخفاض معدل البطالة إلى أدنى مستوى خلال 13 عامًا، وخلق فرص عمل خلال فترة ولايته، واعتبر ذلك أفضل طريقة لاكتساب القوة الشرائية.

وكانت قضية الهجرة حاضرة في المناظرة إذ اقترحت لوبان إجراء استفتاء حول هذا الملف مع إقرار طرد المجرمين والمنحرفين الأجانب، ووضع حد لتسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين وإصلاح نظام شينغن.

في حين قال ماكرون إنه يجب مواصلة حماية الناس الهاربين من بلادهم بسبب خطر على حياتهم مؤكدا حاجة فرنسا للهجرة الاقتصادية النظامية.

ودعت لوبان إلى المصادقة على قانون ضد ما وصفتها بالإيديولوجيا الإسلاموية، كما طالبت بمنع ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، ليرد عليها ماكرون بالقول إن منع الحجاب في الشارع سيتسبب في حرب أهلية، مؤكدًا أن فرنسا بلد النور وبهذا القرار ستكون أول بلد في العالم يمنع الرموز الدينية في الشارع.

وأمام هذا التناقض في المواقف بين المرشحين سيكون أمام الفرنسيين خيار صعب، بين رؤيتين متعارضتين تمامًا، إذ يقدم ماكرون برنامجًا ليبراليًا مؤيدًا لأوروبا، بينما تأسس برنامج لوبان القومي على شكوك عميقة تجاه أوروبا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى