أخبار ليبياخاص 218

“التربي” لـ”البلاد”: “بايدن” سيُصلح أخطاء واشنطن في ليبيا

رؤية أمريكية جديدة

قال خبير العلاقات الدولية وعضو ناشط في الحزب الجمهوري، فتحي التربي، لبرنامج “البلاد” أن أمريكا تحاول، اليوم، فرض رؤيتها للحلّ في ليبيا بدفع جميع الأطراف المتنازعة إجباريًا للتسوية في ليبيا.

وأضاف: في عهد دونالد ترامب كان هناك ما يشبه الفوضى في التعامل مع الملفات الخارجية، والتي من ضمنها ملف الأزمة الليبية، ولكن بتولي “بايدن”؛ أعتقد أن الرؤية الأمريكية ستكون أكثر فاعلية اتجاه الملف الليبي.

ويرى “التربي” أن أمريكا ارتكبت أخطاء كبيرة في ليبيا عام 2011، لتغيير نظام الحكم بتقربها من الجماعات الإسلامية من بينهم الإخوان المسلمين والمتطرفين الإسلاميين، ولكن بعد هذه السنوات العشر؛ اتضح لهم الخطأ وعليهم تقييم الأمور بشكل أكثر دقة، وسيكون تعاملهم المستقبلي مع أي طابع متطرف بطريقة مختلفة.

وأردف: ومن وجهة نظري هم اليوم يعملون على إقحام الأوروبيين بشكل أكبر في الملف الليبي عن طريق المنظمات غير الحكومية لتفعيل الانتخابات القادمة في ليبيا.

وحول التحديين الأساسيين اللذين تواجههما لجنة الـ”75″؛ فإن الأول يتمثل في نسبة 75٪ أو النسبة المعرقلة، والثاني يتمثل في آلية اختيار المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة.

ويقول “التربي”: يبدو أن هناك عدم توازن في عمل لجنة الـ”75″؛ وهذا يرجع إلى عدم الشفافية رغم أن هذا هو مطلب الجميع، وهناك أشياء تدور داخل كواليس اللجنة غير واضحة وغير مفهومة، ثم كيف يمكنهم النجاح في أداء المهام في غياب معطيات هذا النجاح، وحتى لو تم اختيار حكومة الشعب غير راضٍ عنها، ففي المقابل يجب أن يكون هناك إصرار قوي على أن تكون مدة بقائها في السلطة عام ونصف فقط.

محمد غميم
محمد غميم

تسوية ومصالح

ويقول الباحث السياسي محمد غميم: ما جاء في تقرير الأزمات الدولية معروف لدى الجميع، ولكن بخصوص الفقرة “أن تعثر حوار لجنة الحوار في اعتماد آلية اختيار الرئاسي ورئيس الحكومة. بسبب وجود كتلة من المفسدين المتربصين داخل ملتقى الحوار السياسي حريصين على تخريب تعيين هيئة تنفيذية جديدة لأسباب مختلفة”؛ أؤكد أننا منذ انطلق الحوار برعاية البعثة الأممية حتى هذه اللحظة نشهد بطء في الإنجاز، وهناك اجتماعات ولقاءات تدار على الواقع الافتراضي يتضح للجميع بدون مواربة أن الجزء الأساسي يشتغل على مسألة العرقلة في تأخير إنجاز ما هو مطلوب في حوار البعثة الأممية.. واضح أنهم اتفقت أهدافهم.

ويُشير إلى أن هناك جزء ذهب للحوار وهو يفتقر إلى أبجديات هذا الحوار والمفاوضات وطبيعة أن هذا حوار وليس مغالبة، مشدّدًا على أنه لابد أن يكون هناك قبول للطرف الآخر، وتبني فكرة التوازنات، سواء التوازنات الداخلية ما بين الشرق والغرب والجنوب، أو التوازنات الدولية ومصالح الدول التي تريد حفظ حقوقها في هذه التسوية.

ولفت إلى جزء آخر يريد إبقاء الأمر كما هو عليه، وإن أفلتت الأمور من بين يديه؛ يتجه إلى العرقلة، وإلى رفع السقف سواء في تحديد نصاب التصويت، أو في قفزات مثل ما حدث في تمرير قانون العزل السياسي رغم عدم نجاحهم.

وتابع “غميم” حديثه قائلاً: نري، كذلك، عرقلة في آلية الاختيار والبحث في موضوعة أسماء من يتولون المناصب السيادية دون البحث عن اجابة للسؤال، ماذا تريد ليبيا للخروج من هذه الأزمة؟ هناك فريق آخر جاء يبحث عن مكاسب شخصية، وفريق من الوطنيين يسعون إلى تسوية تحفظ بها حقوق ليبيا لضمان إنهاء هذه الأزمة.

الحوار خيار استراتيجي

وقد أشار “غميم” إلى أن طريقة عمل البعثة، التي يبدو أنها استفادت من اتفاق الصخيرات؛ تدلّ على أنها لا تريد أن ترهن الحوار الحالي إلى الكيانات الموجودة، التي يعتبرها الليبيون كيانات مُعرقلة لأي تسوية، والبحث عن المصالح وإطالة أمد بقائهم في الحكم.

وأضاف: ليبيا لا يوجد بها جسم تشريعي وجسم تنفيذي. ولا أمل خيرًا من حوار “غدامس”، رغم توفر النصاب ولكن الموضوع ليس له علاقة بالعدد، وإنما يحتاج إلى نية صادقة لإثبات أنفسهم داخل المشهد السياسي، الذي هم أساس العرقلة فيه للأسف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى