أخبار ليبيااهم الاخبار

البنزينة المضروبة.. المواطنون يتهمون والبريقة تفند

تداول عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يُظهر قيام أحد المواطنين باسترجاع الوقود المتجه إلى غرفة الاحتراق داخل محرك سيارته ومعاينته، ليتضح تحوله إلى اللون الأبيض الجيري، بالإضافة لارتفاع درجة سيولته واحتوائه على نسبة من الماء ليثبت من خلال هذه العملية عدم جودة الوقود الذي تورده شركة البريقة لتسويق النفط والغاز، وتوزعه لعدد من شركات التوزيع العاملة في البلاد.

ورغم عدم التحقق من مصداقية الفيديو الذي جرى تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه توافق مع شكاوى العديد من المواطنين الذين تعطلت محركات سياراتهم فور التزود بالبنزين، كما اضطر البعض لركن سياراتهم بعد ملاحظة خروج أدخنة سوداء من عوادم سياراتهم، حيث وجه البعض سهام الاتهام لشركة البريقة بالتلاعب في المواصفات القياسية لمادة البنزين، بينما رجح آخرون قيام بعض أصحاب محطات الوقود بإضافة المياه إلى خزانات التعبئة لزيادة أرباحهم، أو التغطية على عمليات التهريب التي تتم عبر محطاتهم.

اتهامات فندتها شركة البريقة لتسويق النفط والتي أكدت أن الوقود المستلم من النواقل النفطية أو مستودعات الشركة خالٍ من الشوائب والمواد الملوثة، وأنها تتبع نظام وإجراءات مشددة خاصة بالجودة والمراقبة لحركة السوائل وفق المواصفات الليبية الصادرة عن مركز المواصفات والمعيار الليبي، للتأكد من سلامة وجودة الوقود ومطابقته للمواصفات العالمية المعتمدة من المؤسسة الوطنية للنفط وشركة البريقة لتسويق النفط.

ورجحت الشركة أن تكون شكاوى المواطنين ناتجة عن الشوائب التي قد تحتويها خزانات التعبئة عند القيام بعمليات التعبئة، داعية ذوي العلاقة مراقبة عمليات تنظيف خزانات المحطات التي تخزن فيه الوقود بنوعيه البنزين والديزل، وذلك لاحتمال وجود ترسبات نجمت جراء عمليات التفريغ داخل المحطات أو تأكل خزانات البعض الآخر، بالإضافة لعدم إعطاء البعض مدة الاستقرار اللازمة قبل إعادة عملية التعبئة للسيارات، مؤكدة أنها غير مسؤولة عن تغير مواصفات الوقود إن حدث خارج إطار مستودعاتها أو محطاتها التابعة إليها مباشرة.

وتعتمد ليبيا في تغطية احتياجاتها من الوقود على الاستيراد من مصافي نفطية بالسوق الدولية بفاتورة دعم تجاوزت 5 مليارات دينار، وبإيرادات محصلة لم تتجاوز 330 مليون دينار خلال العام الماضي، حيث يباع البنزين بثمن زهيد لا يتجاوز 15 قرشاً للتر الواحد، أي أقل من 0.03 سنت، بالمقارنة بسعر الصرف المثبت عند 4.48 دينار للدولار الواحد، ليعد بذلك الأرخص عالميا بعد فنزويلا مع معدلات استهلاك قياسية من مادتي الديزل والبنزين يبلغ حوالي 18 مليون لتر يومياً، وفق بيانات شركة البريقة.

ويوزع في ليبيا نوع وحيد من البنزين عالي الجودة، وهو من نوع أوكتان 95 الخالي من الرصاص، خلافاً لدول أخرى توزع البنزين على درجات جودة مختلفة مع اختلافات سعرية وأوكتان 95 يمنح الوقود قدرة عالية على تحمل عملية الانضغاط أثناء عملية الاحتراق داخل المحرك، ورغم أن ليبيا لا تنتج سوى 20% من استهلاكها المحلي من الوقود إلا أن اعتمادها على الواردات من مصافي تكرر نفطها الخام في دول الاتحاد الأوروبي يعني التزام الأخيرة بمعايير بيئية وفنية عالية.

ورغم عدم ثبوت الادعاءات المتعلقة بانخفاض جودة مادة البنزين، إلا أن فرضية التحايل والعبث بمواصفات المادة تظل قائمة مع ازدهار تجارة التهريب التي تكلف الدولة الليبية خسائر سنوية تقدر بـ700 مليون دولار، وفق بيانات المؤسسة النفطية وهي تجارة شهدت طفرة في الأشهر الأخير بالتزامن مع الارتفاع القياسي لأسعار الوقود في السوق العالمية، ولجوء بعض دول الجوار لرفع الدعم عن المحروقات وهو ما يعني زيادة هامش الربح لدى المهربين الذين وسعوا عملياتهم مع شركائهم المحليين والإقليميين عبر الحدود البرية والمنافذ البحرية خاصة في المنطقة الغربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى