أخبار ليبيااهم الاخبار

الإرهاب.. مواجهات أمنية تنقصها مواجهات فكرية

218TV|خاص

تتفق كل الحكومات على أن مواجهة الإرهاب والفكر المتشدد ليست مواجهة أمنية عسكرية فقط، بل تتعداها إلى مجالات أخرى أوسع وأشمل، لكنها عملياً لا تقدم مجهوداً مرضيا في هذا الاتجاه، فالإرهاب صنيعة فكر، أما البندقية والأحزمة الناسفة فهي سلوك عملي، وترجمة لما تم استيعابه وحفظه في العقول وحشوه في الآذان.

تفشت ظاهرة الإرهاب في ليبيا، البلد الذي اشتهر بوسطيته، فالانفتاح الكبير بسبب نظام العولمة وهجرة الأفراد إلى ما سميت ببلدان الجهاد وعودتهم منها، وتوحش آلة النظام السابق قبل المراجعات، وغياب الأمن بعد 2011، عوامل جعلت من البلد الوادع مكاناً تزرع فيه الأفكار وتحصد فيه الأعمال.

الفكر المتشدد أو المتطرف كما يسميه بعض الدارسين قوبل بعاصفة من النيران التي ابتلعت ممارساته الوحشية وأجهضت حلم دولة الخلافة التي سعى إليها داعش، ودولة الأمير التي أرادها بن لادن ومن بعده الظواهري.

خلال السنوات الماضية اندلعت حروب لمواجهة المتشددين، لكن هذه الحروب تركزت فقط في جانبين، الجانب العسكري، والجانب الأمني، والتركيز على الجانبين جعل الحكومات الموجودة أو السابقة تهمل جانباً في غاية الأهمية وهو الجانب الفكري الذي هو الأصل والمنطلق.

ثمة أسباب لما حصل، فالإهمال، وتغلغل بعض الإسلاميين في مراكز صناعة القرار، مع الانشغال بالقضايا اليومية وهموم المواطن، جعلت من إقامة الندوات، وطرح البرامج العملية لقتل الفكر المتطرف وانتشال الشباب الغارقين في وحله أمراً بعيد المنال .

محاربة التطرف لن تتم عبر تهيئة الجيوش واستنفار أجهزة المخابرات، بل تحتاج إلى برنامج متكامل واضح الرؤى وبارز المعالم، ينطلق من أنسنة الوجود، ويمر عبر التسامح مع الآخر، وينتهي بعلاقة محبة مع الخصوم تكون هي الأصل وليس كما يشيع البعض بأن الأصل في علاقتنا مع الآخر هي الحرب، أما السلام فهو استراحة محارب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى