كتَـــــاب الموقع

الألمان “دروس وشجاعة معتادة”

إسماعيل كمال

قد يكون من الصعب الحديث عن استئناف منافسات كرة القدم حول العالم بعد توقفها لأشهر بسبب تفشي فيروس كورونا إلا أن ألمانيا كان لها رأي آخر بعدما عادت الحياة لملاعبها في مختلف المدن.

الألمان واصلوا اختراعاتهم في محاولة لإضفاء الشغف والحماس على اللاعبين فصنعت أغلب روابط المشجعين مع الأندية مشجعين افتراضيين داخل أغلب الملاعب مدعومين بمكبرات صوت هدفها إعادة المنافسات لجزء من طبيعتها قبل جائحة كورونا.

بداية جديدة أطلقتها الحكومة الألمانية ومسؤولو كرة القدم رغم الملاعب الخالية وسط تدابير جديدة تُطبق للمرة الأولى في التاريخ، حيث فرضت عدم الاحتفال بتسجيل الأهداف والتباعد الجسدي إضافة إلى منع المصافحة أثناء دخول الفرق لأرضية الملعب وخلال المباريات.

المحصلة كانت بأن عجلة كرة القدم بدأت الدوران بمحركات ألمانية الصنع بسبب قرارات محسوبة بعناية ومهما تباينت الآراء فسيحسب القرار الشجاع الذي اتخذته واحدة من الدول الكبرى في العالم واستطاعت استئناف دوريها كأول الدوريات الخمس الكبرى مهما كانت العواقب والنتائج لأن تفكيرهم وكما جاء على لسان وتصريحات المسؤولين بأن الحياة لابد أن تستمر وتتواصل وأن ألمانيا تستطيع التغلب على كل الصعوبات.

العديد من المتابعين والنقاد اعتبروا قرار عودة الكرة الألمانية والدوري مخاطرة والمجازفة الكبيرة خصيصاً بعدما ألغيت بطولات كبرى في أوروبا على غرار هولندا وفرنسا فيما ستستأف إسبانيا دوريها المحلي في يونيو المقبل بقرار حكومي.

مشاعر مختلطة بعد عودة الحياة الرياضية إلى مجاريها ومشاهدة أولى مباريات الدوري بين بروسيا دورتموند وشالكه وتسجيل رقم قياسي في مشاهدة مباراة من مباريات الدوري عبر التاريخ هي من فرضت بالاعتراف بأن ألمانيا درست كل الخطوات التي ستمكنها من جلب الأنظار والنجاح في إقصاء فيروس كورونا خارج ملاعبها، فعدد المتابعين كأول مباراة فاق المليار مشاهد حول العالم وتوالت المباريات عقب استئناف المنافسات وأغلب المحللين أصبحوا مقتنعين بأن ألمانيا أعطت درساً بطريقتها الخاصة وفتحت بوابة عودة كرة القدم لأغلب دول العالم حتى وإن كانت بدون حضور الجمهور لفترة مؤقتة.

في النهاية رفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم القبعة لشجاعة الألمان وأعلن نيته عودة المنافسات الأوروبية بعد نهاية الدوريات المحلية بعد فترة العزلة الإجبارية لأشهر عديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى