العالم

استقالة ماتيس وخفايا صنع القرار الأميركي

أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب قواته من سورية مفاجأة للأعداء والحلفاء على حد سواء، وتأتي استقالة وزير دفاعه ماتيس بعد يوم من القرار لتزيد الغموض حوله وترسم مزيدا من علامات الاستفهام

ترامب غرّد قائلا: “لن تكون الولايات المتحدة الأميركية شرطي الشرق الأوسط، فتبذل الأرواح والترليونات مقابل لا شيء”، مبرّرا قراره سحب قواته من سوريا بشكل مفاجئ.

أوّل ضحايا القرار كان وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الذي أعلن ترامب تقاعده بحلول فبراير القادم، في تغريدة مدحه فيها قائلا إنه كان عونا كبيرا له، دون أن يحدد من سيخلفه في المنصب لكنه أشار إلى موعد قريب لذلك.

استقالة ماتيس وقبلها قرار الانسحاب، كانا موضع انتقادات متلاحقة من قادة الكونغرس من الحزبين، الذين رأوا أن الانسحاب يعزز نفوذ خصمي أميركا: إيران وروسيا في المنطقة، ويعطي بقايا “داعش” فرصة التجمع وإعادة سيطرتها في المنطقة، مشيرين إلى أن استقالة ماتيس دليل على تفاقم الأزمة في البلاد.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف القرار الأميركي بالـ”خطوة الصحيحة”، وقال إنه ينتظر خطوات عملية لذلك لأنه لا مؤشرات حتى الآن على التنفيذ، أما مليشيا سورية الديمقراطية الكردية المدعومة أميركيا فاعتبرت الخطوة طعنة في الظهر لها، محذرة من تداعيات خطرة خاصة مع إعلان تركيا نيـتها إطلاق معركة شرق الفرات ضد الأكراد.

قرارات ترامب الأخيرة والاستقالات والإقالات لأشخاص في إدارته، تثير جدلا داخليا حول أسلوب اتخاذ القرار داخل الإدارة الأميركية، خاصة أن قراره الأخير يتعارض مع تصريحات كبار القادة العسكريين ومسؤولي الأمن القومي الأميركي ومع الأهداف الاستراتيجية التي أعلنتها الإدارة سابقا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى