أخبار ليبيا

احتفالية بمسودة الاتفاق والشيطان يكمن في التفاصيل

أطراف كثيرة من داخل ليبيا وخارجها من داعمي الأطراف الليبية المختلفة، تؤكد على ضرورة الحوار وإنجاز مسودة الاتفاق، وأن التأخير يلقي بظلال كثيفة من القلق والترقب والشك، وفي خطوة تعتبر مثيرة للاهتمام، توجه فريق الحوار السياسي الممثل لمجلس النواب إلى نيويورك تلبية لدعوة وجهتها بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا للمشاركين فى جلسات المفاوضات الليبية لحضور إحتفالية من المزمع إقامتها بمناسبة التوصل إلى إتفاق نهائي.

ولعل الأهمية في ذلك أن جميع أطراف الحوار الليبي توجهوا إلى نيويورك للمشاركة في هذه الاحتفالية، التي يلقي عليها الشعب الليبي آمالاً كبيرة لتحقيق المصالحة والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وسط دعوات دولية جادة لتحقيق ذلك، فمن جانبه اعترف الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتقصير تجاه ليبيا، وأنه كان على المجتمع الدولي فعل المزيد لتجنب حدوث فراغ في القيادة في ليبيا التي تعيش حالة من الفوضى منذ سقوط معمر القذافي قبل أربع سنوات.

وقال " نحن ممتنون للأمم المتحدة على كل جهودها لتشكيل حكومة وحدة.. وسنساعد أي حكومة ليبية شرعية تعمل على لم شمل الشعب، لكن علينا أيضا كمجتمع دولي أن ندرك أننا مطالبون بفعل المزيد وبشكل فعال في المستقبل لبناء قدرات الدول التي تعاني الضغط قبل انهيارها."

بين اعتراف أوباما ولوم بوتين، وتشكيك مصر، وكل التفاصيل التي يكمن فيها الشيطان، يذهب الحوار الليبي إلى نيويورك

في المقابل، ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اللوم في الفوضى في بعض دول المنطقة – ومن بينها ليبيا – قائلاً إن "عشرات الآلاف من المتطرفين يقاتلون تحت رايات ما يطلق عليه داعش، مضيفاً أن تصرفات الولايات المتحدة مسؤولة عن فشل الكثير من الدول بما في ذلك ليبيا والعراق. وقال بوتين إن مجندين كثيرين جاءوا من ليبيا وهي "بلد دمرت فيه مؤسسات الدولة نتيجة انتهاك صارخ" لقرار لمجلس الأمن الدولي الذي بمقتضاه تم تنفيذ العمل الذي قام به حلف شمال الأطلسي." في إشارة إلى ضربات جوية ضد قوات القذافي في 2011، ثم سلمت العمليات إلى حلف الأطلسي لفرض منطقة لحظر الطيران.

وفي السياق، دعا السيسي في خطابه في الأمم المتحدة إلى الدفع باتجاه تسوية سياسية للأزمة في ليبيا، ومؤكداً حرص مصر على مستقبل ليبيا واستقرارها، في إطار جهود الأمم المتحدة. في حين، وفي وقت سابق لخطاب السيسي، شككت مصر في دوافع تأخير الاتفاق، معتبرة أن هذا التأخير يثير شكوكا كبيرة حول دوافعه، ما قد يعتبره البعض تأخيرا مقصودا يستهدف إشاعة الفوضى.

وفي سياق متصل ‫‏كانت ليبيا‬ قد طلبت من مجلس الأمن الدولي رفع حظر تسليح الجيش لمواجهة التنظيمات الارهابية على أراضيها، والذي حظي بموافقة ست دول هي فرنسا، الولايات المتحدة‬، بريطانيا‬، تشيلي‬، نيوزيلندا‬ و‏ليتوانيا‬، مقابل سبع دول اعترضت على الطلب، وقد تم تأجيل البحث في القرار إلى إشعار آخر، لإفساح المجال أمام جهود الوساطة الأممية.

وبين اعتراف أوباما ولوم بوتين، وتشكيك مصر، وكل التفاصيل التي يكمن فيها الشيطان، يذهب الحوار الليبي إلى نيويورك، في موازاة قيادة الأمم المتحدة لمفاوضات إنهاء الأزمة. فهل تشهد نيويورك في إطار كل هذا الزخم السياسي الدولي، فرصة توقيع الاتفاق.. ؟.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى