أخبار ليبيا

إيطاليا تطلب “رفع الحصار” عن ليبيا.. مقابل ماذا؟

218TV|خاص

توقف الليبيون عند تصريح حكومي إيطالي يطالب برفع ما سُمّي بـ”الحصار المفروض على ليبيا”، وهو موقف سياسي إيطالي “لافت وشبه استثنائي” أطلقه وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني من طرابلس بعد لقائه مسؤولين ليبيين، إذ تساءل الليبيون عن “سر هذا الموقف” الذي يُقال من طرابلس، فيما تستطيع روما أن تُطْلقه من عواصم أخرى، ومن منظمات أممية “أدارت الظهر” لليبيا في ظل أسوأ محنة سياسية وأمنية واقتصادية يعيشها الليبيون، في ظل معطيات بأن “الدعوة الإيطالية” رغم أهميتها السياسية تبدو حتى الآن لها “غرض لم يجر تظهيره”.

لم يعد سرا القول إن روما بـ”حكوماتها المتعاقبة”، وعبر العقود الماضية تعتقد أن ليبيا هي جزء من “النفوذ الحيوي لها”، وأنها تعتقد أنه ليس من حق الليبيين أن يُقرّروا من دون مشاورتها، فيما يستذكر الليبيون بمرارة “المفاوضات والصفقات والمساومات” التي كانت روما تجريها مع نظام العقيد معمر القذافي على حساب “معاناة وعذابات الليبيين”، وسط تساؤلات عميقة عن “سر الحنان الإيطالي المفاجئ”، وإذا ما كان جزءاً من “صفقة سياسية جديدة” يحلو لروما أن تُبْرِمها من وراء ستار، وعبر أطراف ليبية معينة دون غيرها.

في الأشهر والأسابيع الأخيرة بدت إيطاليا مشتبكة سياسياً ودبلوماسياً مع فرنسا بخصوص الملف الليبي، بل أن روما وباريس تُحضران لـ”مساحة جدل واشتباك أكبر” في المرحلة المقبلة، ففي وقت تمد فيه فرنسا نفوذها إلى أجزاء أكبر داخل القارة الأفريقية، ترى روما أن حراك باريس يتصادم مع “حقائق التاريخ والمصلحة” على اعتبار أن ليبيا هي “حصة إيطالية”، وأنها لن تتنازل عنها، بما قد يفتح الباب للاعتقاد أنها قد تلجأ لـ”تغيير قواعد الاشتباك”.

يُفْترض ليبياً اليوم ألا ينخدع الساسة بـ”معسول الكلام”، وأن يبدأ المسؤولين بمطالبة الدول عبر موفديها الزائرين، التخلي عن “الكلام والوعود”، وبلورة مواقف سياسية واضحة لا تقبل التأويل بخصوص الحالة الليبية، وأن تكون مساندة ليبيا عبر تخطي أزمتها السياسية أولا، وجمع الأفرقاء ثانيا، وعدم اقتصار ليبيا على فريق سياسي دون آخر، لكن يظل الأهم ألا يكون الساسة الليبيين هم جزء من “التخدير الدولي” الذي يُحْقن الجسد الليبي بإبره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى