العالم

“أطول ثلاث ساعات” مرّت ثقيلة على “ثورة لبنان”

218TV|خاص

مع انتصاف ليل العاصمة بيروت كاد ينزلق لبنان إلى مواجهات أهلية قبل أن يتدخل الجيش اللبناني لتشكيل “حواجز صدّ” بين جمهورين من المحتجين أحدهما أعلن رفضه للثورة اللبنانية ووصفها بـ”الثورة السوداء” وقد أظهر تأييده لحركتين حزبيتين سياسيتين محسوبتين على “الخط الإيراني في لبنان”، فيما أظهر الجمهور الثاني تصميما على البقاء في الشوارع والساحات حتى إسقاط الطبقة السياسية، الأمر الذي عرضهم لمحاولات اعتداء، والرشق بالحجارة، في ما بدا أنه محاولة ل”فضّ الاحتجاجات” المستمرة منذ نحو 40 يوماً.

ووفق أوساط لبنانية فإن الاشتباكات ومحاولات الفضّ التي جرت في وسط العاصمة اللبنانية بيروت اعتبرت بأنها “أطول ثلاث ساعات” في تاريخ ثورتهم منذ خمس أسابيع، فيما قال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إن ساحات المواجهة شهدت كراً وفراً، وسُجّلت حالات اعتداء وضرب بأدوات حادة ضد منتفضين من قِبَل جمهور يريد فتح الطرقات، ووقف الاحتجاجات بسبب ما يعتبرونه “شللاً للبنان”، فيما شبح الحرب الأهلية لا يزال يداعب ذاكرة اللبنانيين، إذ عاش اللبنانيون أسوأ سنواتهم بين عامي 1975-1990 وهي سنوات الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان، واستدعت “تدخلات وتداخلات” إقليمية أججت الحرب، ووسّعت نطاقها.

ويرفض الجزء الأكبر من اللبنانيين أي “تحايل سياسي” على ثورتهم ويريدون رحيلا سريعا للطبقة السياسية، فيما استقالت حكومة سعد الحريري بعد أقل من أسبوعين من بدء الاحتجاجات في لبنان يوم السابع عشر من شهر أكتوبر الماضي، في حين ينتظر اللبنانيون دعوة الرئيس اللبناني ميشال عون الكتل السياسية في مجلس النواب ل”استشارات دستورية” لتسمية رئيس جديد للحكومة، علما أن الانتفاضة اللبنانية تصر على تشكيل حكومة تكنوقراط تخلو من الشخصيات السياسية والأحزاب الكبيرة، وهو مطلب تحاول الطبقة السياسية في لبنان التحايل بشأنه، وسط مخاوف متصاعدة من انتقال الطبقة السياسية إلى “الخطة ب ” ضد الانتفاضة اللبنانية الصلبة حتى الآن، إذ تتمثل الخطة وفق تقديرات في الداخل اللبناني ب”إخماد الانتفاضة” بالقوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى