أخبار ليبيا

البرلمان: وفاق مؤجل, مزاد كراسي و تردد ..

عبدالوهاب قرينقو
 

مجلس النواب يلغي جلسته .. الأمرُ الوحيد الذي عرفناه في جلسة الأمس ..
ولم يكلف البرلمان نفسه تبيان دواعي الإلغاء وما إذا كان مجرد تأجيل .. ولا وعد بجلسةٍ قادمة قد تكون أكثر حسماً وتحيلُ إلى نجاعةٍ ما .. ولا البدائل التي من شأنها الوصول إلى توافق من أجل ( مجرد الاجتماع ) بعد أن كان الجميع يعمل على التوافق من أجل الوفاق وتشكيل حكومة وطنية متفق عليها من أجل ما تبقى من بلاد  ..  

المشهد السياسي الليبي الراهن .. وفاق لا يبدو لتحققه نقطة وصولٍ على المدى القريب .. مؤتمر وطني يطالب بإضافة نائب جديد كلما لاح خلاف .. ومجلس نواب شديد التردد يعلن كل يوم عن رغبته في تشكيل أعضاء جدد لمواصلة الحوار أو لمجرد الاجتماع، فيما تسابق هيئة الدستور الزمن لإعلان الصيغة النهائية في 20 نوفمبر ..

من جانبها، بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تقول إن ثمة توافق على توسيع تشكيل مجلس الرئاسة ورفع رصيده إلى تسعة أعضاء، بعد أن كانوا ستة ! مؤكدةً على ضرورة إدراج الاقتراح في نص الاتفاق السياسي ! ، فلرئيس وزراء ليبيا المُرتقب  خمسة نواب بعد أن كانوا ثلاث ، واحد عن كل ( إقليم ) .. و كلما اختلف الفرقاء ازداد عدد نواب رئيس الحكومة التي لا تجيء .. ويخشى " البعض " أن يرتفع عدد النواب إلى عدد أكبر ربما نائب عن كل مدينة أو بلدية أو جهة ! ، فيما يُشبهُ المزاد العلني ، ما يُدخلُ البلد في مزايداتٍ على مصيره المجهول ..

 
العالم من حولنا ربما يرى ما لا يراه كثرٌ بالمشهد الليبي الراهن ..
جناحا ليبيا مصر والجزائر شغلهم الشاغل الفوضى الليبية التي لا تنتهي، فدخلوا للعب دورٍ من أجل ما رأوه استكمالاً ودعماً للجهود الأممية، فكان الاجتماع الثلاثي مع إيطاليا
للتشاور حول الأزمة الليبية التي أهملوها يوماً ما، وانتبهوا اليوم إلى خطورتها، ربما استشعاراً لأسوأ آت يتفاقم كلما تركوا ليبيا وحيدة وسط أعاصير فوضاها ..
 

أما بعثة الأمم المتحدة فقد أوضحت أن الفرقاء الليبيين توافقوا على أن هناك حاجة لتوسيع المجلس الرئاسي، بحيث يضم رئيس مجلس الوزراء وخمسة نواب لرئيس المجلس ، وثلاثة وزراء رئيسيين .

البيان الأممي أشار أيضاً إلى أن الأطراف الليبية أقرت بضرورة وجود مستوى عال من التعاون والشراكة بين رئيس مجلس الوزراء ونوابه .

ويظل الحال على ما هو عليه .. دول المنطقة من حولنا تحاول أن تفعل شيئاً وأمم متحدة لا تدخر جهداً في ذات السبيل، وكلاهما يضع أملاً وينشر تفاؤلات، فيما يظل البرلمان يتخبطُ في تفاصيلٍ لا تدفع إلا إلى المزيد من التشظي وإضاعة الوقت، في ظل فوضى السلاح وانحدار الحالة الاقتصادية ومعاناة المواطن.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى