أخبار ليبيا

المكتبة (40)

‪  خلود الفلاح ـ زاوية المكتبة‬

نُخصص هذه المساحة الأسبوعية، كل يوم أحد، للحديث عن العلاقة بين المبدع وكتبه، والقراءة، والموسيقى.

موسى بيدج: شاعر وقاص ومترجم إيراني، درس الأدب العربي على مستوى الدكتوراه، يكتب بالعربية والفارسية، وله قصائد بلغته الأم الكردية. له خمس مجاميع شعرية صدرت ثلاثة منها بالفارسية في طهران واثنان بالعربية في بيروت والقاهرة.

له أربع مجاميع قصصية ورواية واحدة. ترجم من الأدب الإيراني الحديث اثني عشر كتاباً صدرت في الكويت وبيروت والجزائر والقاهرة. كما صدر له أكثر من ثلاثين كتاباً مترجماً من الأدب العربي الحديث إلى الفارسية في طهران.

 

-ما الذي جاء بك إلى عالم الكتابة؟

ـ لا أعرف بالضبط، فمنذ الطفولة والمرحلة الابتدائية كنتُ أكتب “إنشاءً” جيداً حسب مُعلم القراءة وزملائي الطلبة وكان هذا تشجيعاً لي للاستمرار والتوسع في الكتابة. وأصبح بعض الطلبة يحسدونني وبعض الكسولين منهم يطلبون أن أكتب بدلاً عنهم ويستضيفونني بقطعة من الشوكولاتة. وهذه كانت أول حصيلة مادية لي في عالم الكتابة.

بعد ذلك وعلى مرّ السنين شعرتُ أنني خُلقت لأكتب. لذلك أصبحتْ مسألة الكتابة قدري. فهي المفر للتخلص من الضغوط والمعاناة في حياة الفرد والجماعة.

 

ـ ما الكتاب الأكثر تأثيراً في حياتك؟

ـ لا يوجد كتاب خاص، فأنا صحيح أكتب في مجال الأدب، ولكن قراءاتي ليس لها حدود.

أنا أقرأ كل شيء، تاريخ وفلسفة وسينما ودين. وخلال قراءاتي هناك كتب شعرت باقترابها مني أكثر من غيرها مثل مقدمة ابن خلدون، وجمهورية أفلاطون والأفستا لزرادشت، وألف ليلة وليلة وروايات ماركيز والشعر بكل أنواعه.

 

ـ علاقتك بالكتاب الإلكتروني؟

ـ أنا أُفضّل أن يكون الكتاب ورقياً. لأن الورق يُعطر برائحة الطبيعة، فهو ابن الطبيعة وقد خطفوه من أمه الشجرة! هذا صحيح لكننا ـ للأسف ـ تعوّدنا على ذلك. وإن كان جفاءً للطبيعة.

 

أما الآن هناك بدائل وإن كانت غريبة على أرواحنا نوعاً ما، لكنها سبل أيسر. فأنا إن كنت في البيت مستلقياً على فراش وثير أنهمك بقراءة كتاب مطبوع على الورق. وإلى جانبي هناك “تبلت” يحمل عني على الأقل 500 كتاب يشاركني فرحتي في السفر والحظر.

طبعاً هناك نقطة سلبية في الأمر، وهي الغدر ببعض المؤلفات التي تُنشر إلكترونياً دون موافقة أصحابها.

 

ـ الكتاب الذي تقرؤه الآن؟

ـ أنا عادة لا ألتزم بقراءة كتاب واحد. في كثير من الأحيان تتوزع قراءاتي في نفس الوقت على ثلاثة كتب أو أكثر. إلّا إذا أسرني كتاب ولم أستطع التخلي عنه إلى نهايته.

فمثلاً، أقرأ صفحات من كتاب فكري أو نقدي ثم أضعه جانباً لأقرأ فصلاً من رواية ومجموعة شعرية لشاعر ما ثم أعود للسابقين وهكذا. هذا هو ديدني في قراءاتي العربية والفارسية. ولا أعرف إن كان هذا صحيحاً أم لا.

 

ـ الموسيقى المفضلة لديك؟

ـ سأعترف لكِ بأنني أستمع إلى كل أنواع الموسيقى. القديم والجديد، بدءاً من الموسيقى الكلاسيكية إلى البوب.

وكل هذا يتبع الوضع النفسي في حينه. الذي اكتشفته هو أن الموسيقى التي تُعزف بالآلات المحلية أحب إلى قلبي من الآلات الإلكترونية. أنا أحب الموسيقى الفارسية والكردية، والهندية، والعربية كثيرة أنتقي منها أغاني عبدالحليم حافظ وفيروز وأم كلثوم في بعض أغانيها. وبهذا يمكن القول عني “دقة قديمة”! كما أنني إلى جانب حلاق إشبيلية وسمفونية شهرزاد مثلاً، أستمع إلى فرقة بوني أم وإلى سيناترا في بعض أغانيهم أيضاً.

 

ـ علاقتك بمؤلفاتك؟

ـ أعشقها عند ولادتها ومازالت أحبها وأدافع عنها في السراء والضراء، ولكن مع مرور الزمن والتطور الذي أكيد له دور يلعبه في القرب والبُعد من بعضها. كل نتاج يتبع أدوات المنتج في زمن الإنتاج، وعلى مرور الزمن تتطور أدوات الإنتاج ويتراجع قيمة المنتج السابق عند خالقه. مع كل هذا أنا أدافع عن مؤلفاتي وطبعاً الأحب إلى قلبي هو الأحدث منها.

 

ـ هل ستُغير الكتابة العالم؟

ـ الكتابة لا تُغير شيئاً في يومنا هذا. لكنها تخفف من وطأة التحضّر المهول الذي أصاب العالم. فالحياة كائن لا تحتمل خفته حسب ميلان كونديرا. الكتابة تحاول أن تخلق أشياء تساعد البشر في التنبه إلى ما فُقد بين تروس الآلات والمكائن. مع هذا الكتابة أمر لا بد منه وهو ثوب يحتاجه الإنسان في حياته العارية.

 

ـ ماذا تحتوي مكتبتك؟

ـ مكتبتي تحتوي بضعة آلاف من الكتب الأدبية غالباً وملايين من كلمات الحب التي نقشها الشعراء والكُتاب طيلة قرون. كتب باللغة العربية والفارسية. أغفو بين طياتها وأحلم.

 

ـ ما الذي يشغلك اليوم؟

ـ أنا في طور الكتابة، أكتب وأشطب، لديّ قصائد وقصص وترجمات إلى الفارسية وأخرى إلى العربية أعمل عليها، آملاً أن تزول كربة الكوفيد لتستعيد الحياة أمطارها وأنهارها وأزهارها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى