خاص 218كتَـــــاب الموقع

مش عوزاه بس .. عايزة اتفرج عليه !

محمد الطيب

” مش عوزاه بس عايزة اتفرج عليه ” جملة قالتها الممثلة والراقصة المصرية فيفي عبدو في إحدى المقابلات، عندما سئلت عن الذين ينتقدون مهنة الرقص في مصر ويطالبون بحضر هذه المهنة لترد بهذه الكلمات قاصدة أن أغلب الذين ينتقدونها هم أكثرهم متابعة لها وللراقصات الأخريات في مصر واستدلت بنسبة المشاهدة والمتابعة لهذا الفن .

مهنة الرقص لا توجد في ليبيا في الوقت الراهن رغم أنها كانت متواجدة في أغلب الأعراس الليبية القديمة التي يطلق عليها ” الحجالة ” وهي الراقصة التي ترقص على الموسيقى الليبية الشعبية مع إيقاع ” الكشك ” الذي تؤديه مجموعة من الرجال، ولكن هناك مهنة أخرى قد تكون بعيدة عنها لكن ينطبق عليها كثيرا مما يحدث في مصر من تناقض ألا وهي مهنة الفنانة الشعبية، حيث تعتبر من أهم الفنون الليبية التي تجد أعمالهن في جميع الأعراس والسيارات والمحلات ويتراقص على هذه الأنغام الجميع لإنها تعتبر جزءا لا يتجزأ من الموروث الفني والثقافي داخل البلاد، وحتى هذه اللحظة لا يخلو عرس ليبي من فنانات شعبيات أو ” زمزمات ” وبعض المناطق الليبية تستعين بفرق موسيقية شعبية لأداء الأغاني مباشرة داخل الصالات الليبية ورغم هذا الحب للفن إلا أن أغلب الفنانات الشعبيات يتعرضن للنقد المستمر خاصة في الآونة الأخيرة.

اليوم وفي الساحة الفنية الشعبية داخل ليبيا برزت العديد من الأسماء النسائية لعل أبرزها الفنانة فاطمة الطرابلسية الملقبة ب”الحمصة” ورغم شعبيتها الكبيرة وجدول حفلاتها الممتلئ طوال السنة تتلقى انتقادا واسعا خلال السوشيال ميديا وبعض هذه الانتقادات تصل الى الشتم والاستهزاء، هناك من اعتبر الفنانة فاطمة حالة مختلفة وان الانتقاد المبالغ فيه هو بسبب شخصيتها العفوية خلال المقابلات التلفزيونة وليس لمهنتها كفنانة، الى وقت عرض قناة 218 أول ظهور تلفزيوني للفنانة الشعبية أحلام اليمني، والتي تعتبر من أهم الفنانات في الوقت الراهن، لتتضح الصورة أكثر وضوحا، حيث هناك العديد من من يتهجمون على الفنانات الليبيات بسبب المهنة وليس شخصية الفنانة في حد ذاتها، لتعرضت هي أيضا خلال هذا الأسبوع للكثيرمن التعليقات التي لا ترتقي للنقد المحترم، فالمهنة التي ينتقدونها باستمرار تجدها في أول قائمة متطلبات أعراسهم و أول الأغاني في قائمتهم الموسيقية في المحافل والمجالس والسهرات الليلية ليستمتعوا بهذا الفن مساء ويقذونه بالطوب صباحا.

دعونا نستدل بشيء ملموس على أرض الواقع ألا وهو الألبوم الأعلى مبيعا في تاريخ الموسيقى في ليبيا هو ألبوم ” كتشب مايونيز هريسة ” في فترة التسعينيات من القرن الماضي حسب تصريحات شركة التراث الأفريقي، وهذا الألبوم هو للفنانة الشعبية ” للاي حليمة” ولم تسلم هي أيضا من الانتقاد الجارح والاستهزاء على ما تقدمه كغيرها من الفنانات الشعبيات.

ليستمر سيناريو التناقض الغريب من العديد من من لا تعجبهم الحمصة، أحلام اليمني أوغيرها من الفنانات من جهة، وحبهم للهذا الفن من الجهة الأخرى، لتنطبق فعلا عليهم ما صرحت به فيفي عبدو ” مش عوزاه .. بس عاوزه اتفرج عليه “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى