حياة

3 كتب عن الرواية والروائيين.. خلف الكتابة عالم جميل

خاص 218| خلود الفلاح

تختلف إجابات الكثير من الأدباء حول السؤال، لماذا تكتب؟ وهل الكتابة تحمي من القلق أو الاكتئاب أو الموت مثلاً؟ هناك الكثير من الأسئلة تتعلق بعالم وطقوس الكتابة. ولكن يتفق الجميع أن الكتابة عالم جميل.

في هذا التقرير، نعرض كتبًا حول الرواية والروائيين.

حوارات لقرن جديد

في كتاب “حوارات لقرن جديد: الأدب بين التخييل الذاتي والتخييل التاريخي”؛ يقدم المترجم المغربي، محمد الجرطي، حوارات مع روائيين عالميين “أورهان باموق ـ أمين معلوف ـ غابرييل غارسيا ماركيزـ جيروم فيراري ـ أمبرتو إيكو ـ داي سيجي ـ أحمدو كوروما ـ ماريو فارغاس يوسا”. حول صنعة الكتابة وأعمالهم الروائية ومدى تأثيرها في التراث الأدبي العالمي.

يكتشف القارئ في هذه الحوارات طبيعة التغيرات التي انتابت علاقة الإبداع بالواقع. حيث تنطلق هذه الحوارات من التسليم المطلق بوجود علاقة وطيدة بين النص الادبي والواقع، لأن الكاتب على قناعة مطلقة باستحالة كتابة نص لا دلالة أو مرجع له.

في هذا الكتاب (منشورات المتوسط ـ 2015 )؛ نتعرف على ظروف الكتابة التي عاشها كل روائي لحظة الكتابة وكيف أثّرت الأوضاع الاجتماعية والسياسية التي عاشتها بلدانهم على رؤيتهم للحياة والأدب وكيف أن هذا المحيط لا ينفصل عن الأدب.

فمثلاً الروائي أمين معلوف تحدث عن حياته بين الثقافتين الغربية والعربية وكيف انه على ارتباط حميمي مع كل واحدة من الثقافتين.

وقال: أعاين هذه العوالم التي لا تتواصل فيما بينها فتسقط في فخ المواجهة.

فن الرواية

في هذا الكتاب “فن الرواية” يجيب الكاتب الإنجليزي كولن ولسون (1931 ـ 2013 )، عن السؤال هل تسير الرواية نحو أجلها المحتوم؟ والإجابة أن “ولسون” يفنّد هذا الادعاء وذلك من خلال مسح شامل لمجمل تاريخ الرواية.

وبحسب كولن ولسون فإن الروائيين الكبار هم السبب في هذا المنعطف القائل بموت الرواية.

هذا الكتاب الذي ترجم إلى اللغة العربية من خلال المترجم محمد درويش (الدار العربية للعلوم ـ ناشرون ـ 2008 ) يعترف من خلاله الكاتب كولن ولسون أن الرواية بإمكانها أحداث تغيير في العالم. فإن كان دارون وماركس وفرويد، قاموا بتغيير وجه الحضارة الغربية فإن الرواية تأثيرها أعظم من تأثير هؤلاء.

وأشار إلى أن جوهر المشكلة في رواية القرن العشرين هو أن الروائي لا يعرف ما يريده من الحياة ومن ثم الفنّ.

مملكة الروائيين العظام (المدى ـ 2018)،

تقدم الروائية والمترجمة العراقية لطفية الدليمي في كتابها “كتاب المُناجَيات: التوق إلى مملكة الروائيين العظام)، حوارات متخيلة أومُناجيات مع الروائيين نيكوس كازانتزاكي، وهيرمان هيسه، وغابرييل غارسيا ماركيز.

تشير لطفية الدليمي أن الروائيين الثلاثة اعترفوا لها بسر إبداعهم وكتبهم ورؤيتهم للأدب والحياة وفي المقابل ناقشتهم في أفكارهم التي ساندتها في الحياة. فقد بهرتها عبارة كازانتزاكي (توصلّ إلى ما لا تستطيع) كانت هذه العبارة سر حياته وكفاحه ومنها تعلمت لطفية الدليمي إلا تؤمن بالحدود حين ندخل في صراع مع الحياة لسبب وحيد وهو أننا نحب التفوق لا الخنوع، نحن نغني رغم أنه لا وجود لمن يسمعنا. من هذا المنطلق كان لها عبارتها الخاصة (كافحت بأقصى ما أستطيعه لأبلغ ما لا أستطيعه).

أما هيرمان هيسه، أو كما تسميه “الدليمي” المعلم الروحي الكبير فتحدثت معه عن علاقته بمسألة الانضباط الذي هو بحسب قوله أعلى أشكال الفضيلة، والموسيقى رداء الآلهة وشيء من عالم السحر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى