أخبار ليبيااخترنا لك

20 رمضان أم 20 أغسطس

في ليل الجمعة من صيف أغسطس، كانت تموج طرابلس استعداداً لليوم ال20 من الشهر، والذي وافق في عام 2011 يوم 20 رمضان.

6 أشهر استمرت خلالها ثورة فبراير، بشقيها، السلمي الذي استمر أسابيعاً في عدد من المدن، والعسكري، الذي جرها النظام إليه، ليحولها حرباً يستمد منها شرعية تبقيه ولو أشهرا مهما كان الثمن.

انتهى النظام، انتهى فعليا قبل حتى أن تتحرك الحشود العسكرية نحو عاصمته، فلا يمكن لنظام أن يحكم شعباً رفضه، حتى وإن استمر سنوات بالقمع الأمني.

لكن ما تم الاختلاف عنه منذ أن دقت ساعة “تحرير طرابلس”، هو موعد الدخول.

يحاول الإسلام السياسي، منذ أول لحظة دخلت فيها قوات “الثوار” المسلحة إلى طرابلس، أن يربط هذا الدخول بـ20 رمضان، الذكرى التاريخية المميزة عند جميع المسلمين لـ”فتح مكة”، والتي تحمل قيمة منفصلة، عن الصراع السياسي بين الليبيين، الذي يجري على الأرض لا بين معتقدات وأديان.

يرى أغلب الليبيين، أن الدخول كان في الـ20 من أغسطس، فالثورة التي يعرفها من قام بها منهم، كانت ثورة ضد ظلم، ولها مطالب اقتصادية وسياسية محددة، قامت من مواطنين، ضد سياسيين فاسدين، لا حركة مقدسة، تحمل رسالة، لا يمحيها ما بعدها.

استذكار “تحرير طرابلس” في 20 رمضان، له تبعاته التي يستغلها الإسلام السياسي في تصوير حق مطلق بالسيطرة على العاصمة، وكأنه “فتحها” في هذا اليوم، متجاهلاً كل من شارك في دخولها، ليظهر عبر الإعلام أحد قياداته، وكأنه “قائد الثوار”، ببدلة “مكوية”، ووجه لا يبدو عليه إنهاك القتال.

تمر السنوات، ويتذكر البعض الثورة التي “انتهت” في رأيهم بعد إسقاط النظام، بينما يعيش آخرون دور الثائر الدائم، الذي لا تنتهي مهمته، في توجيه الكون، ويستمر الخلاف حول “فبراير” وما حملته من أهداف، وما خلقته من نتائج، ولكن ما لا خلاف عليه، أنها كانت حركة سياسية اجتماعية، لا دينية رسالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى