العالم

15 عاما على اعتقال “لاص البستوني” العراقي

خمسة عشرة عاماً ونيف على ذكرى تمكن القوات الأميركية التي احتلت العراق عام 2003 من اعتقال الهدف رقم واحد أو “لاص البستوني” -كما شاعت تسميته- في قائمة المطلوبين الـ55 لهذه القوات، ألا وهو الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي أطاحت به الولايات المتحدة في الـ9 من أبريل من ذات العام.

واستذكرت مجلة “أسكواير” الأميركية هذا الاعتقال بكشف مزيد من التفصيلات عنه، مبينة أن القوات الأميركية شنّت غارة على مزرعة في ضواحي تكريت يُعتقد أن صدام حسين يختبئ فيها أو على الأقل يتردد عليها لتجد هذه القوات مفاجأة بانتظارها تمثّلت بالعثور على حاوية حديدية مدفونة تضم قرابة الـ10 ملايين دولار في رزم أحاطت بها أربطة مصرف “تشيس مانهاتن” فضلاً عن كميات كبيرة من المجوهرات الخاصة بزوجته ساجدة طلفاح موزعة على 6 من أكياس القمامة المدفونة تحت الأرض، بالإضافة إلى العديد من الوثائق الشخصية المهمة.

وأشارت المجلة إلى أن يوم الـ9 من ديسمبر عام 2003 كان يوما حاسما في الاقتراب من مكان اختباء صدام حسين بعد أن قادت وشاية من طفل في الـ9 من عمره إلى مكان اجتماع لـميليشيا “فدائيي صدام” في الصحراء الواقعة غربي مدينة تكريت، ومن خلاله تم اعتقال محمد إبراهيم المسلط الحارس الشخصي للرئيس العراقي الأسبق.

وأضافت المجلة أن المحققين بالقوات الأميركية تمكنوا من إقناع المسلط ليقودهم إلى موضع اختباء صدام حسين مقابل أن يتم إطلاق سراح 40 من السجناء من أفراد أسرته، لتبدأ بعد ذلك التحضيرات لإطلاق عملية “الفجر الأحمر” بمشاركة نحو ألف جندي من فرقة المشاة الرابعة.

وبحسب مصادر أميركية فإن صدام حسين كان يختبئ في منزل يعود لاثنين من أقاربه وهما الأخوان قيس وعلاء نامق اللذان رفضا الإفصاح عن مكان اختباء الرئيس العراقي الأسبق لتتم الاستعانة بالمسلط الذي قاد القوات الأميركية إلى بقعة تم وضع عدد من العلامات المموهة فوقها ليقود بعد رفعها إلى اكتشاف الحفرة التي كان يتواجد فيها صدام حسين.

وأضافت المصادر أن الرئيس العراقي الأسبق صرخ بوجه القوات الأميركية من داخل حفرته مطالبا بعدم إطلاق النار عليه ليقول بعد إخراجه منها بأنه رئيس العراق ويرغب بالتفاوض.

وبعد أن تم نقله إلى العاصمة العراقية بغداد تم الإعلان عن اعتقاله خلال مؤتمر صحفي عقده الحاكم المدني الأميركي “بول بريمر” وقائد القوات الأميركية الجنرال “ريكاردو سانشيز” وعضو مجلس الحكم العراقي السلطة العراقية الجديدة عدنان الباججي.

وزاره بعد ذلك 4 أعضاء من المجلس وهم رئيس الوزراء العراقي الحالي عادل عبد المهدي وعدنان الباججي وموفق الربيعي للتعرف عليه والتيقن من كونه صدام حسين لاسيما بعد أن سرت شائعات بوجود أشباه له يغطون على مسألة اختفائه.

إذا هو عقد ونصف العقد من الزمن مضى على اعتقال صدام حسين ليتبعه القذافي الذي سقط بطريقة مماثلة تقريبا عام 2011 فكلا الرجلين حكما العراق وليبيا بالحديد والنار، لذلك لم يكن مستغربا أن يتم اعتقال الأول في حفرة والآخر في إنبوب للصرف الصحي لتكون نهايته ليست بأفضل من نهاية سابقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى