أخبار ليبيا

‏‫لمن يُريد أن يعرف ليبيا عن قُرب: هذا عيدنا

لا يخلو بيت في ليبيا، في أيام عيد الأضحى المبارك من الوجبات الدسمة والتي تعتبر من الوجبات الرئيسة، والتي تأتي في مقدّمتها ” القلاية” المصاحبة للسلطات والمشروبات الباردة، ولكن قبل كل هذا، تبدأ الشوارع والحارات والقرى في فتح أبواب منازلها للجيران والأقارب، وعابري السبيل، للمعايدة وطلب التسامح ولو كان هذا الطالب للتسامح لم يفعل شيئا في حياته يدعو لذلك

هذه العادات توارثتها الأجيال في ليبيا، وما تزال العائلات تحافظ عليها، جيلا بعد جيل، وهي تكتب لمن يُريد أن يعرف ليبيا عن قُرب: هذا عيدنا

 

ومع فترة الظهيرة، تبدأ الوجبة الرئيسية، والتي تتكون من ” العصبان” أو “الكسكسي”، مصحوبا بالمشروب الغازي الأكثر انتشارا في ليبيا، والمتمثل في “البيتري” وعادة ما تكون الأسرة في هذا اليوم المبارك، محافظة على أن يكون كل أفرادها حاضرين، لكونه يوم خاص وعائلي، ويجب أن لا يتخلّف أحدهم عنه

أما التفاصيل الطازجة، والمليئة ببهجة الأطفال، فإنها عادة ما تكون مصدرا للفرح وللتفاؤل، رُغمًا عن ” الأزمات والمآسي” لدى أرباب الأسر في العيد.
وعادة في هذه الأوقات تحديدا، ما يكون ” آخر العنقود” هو الآمر والناهي وطلباته تُنفذ من كل العائلة، فمثلا: الوقت الذي تتجهّز فيه الأم لتقطيع “الكبدة” يكون “آخر العنقود” أول من يتذوقها

الحكايات لا تنتهي في عيد الأضحى المبارك، والفرح لا يتوقف عند أزمة بعينها، فعادة الليبيين أنهم لا توقفهم العقبات رُغمًا عن كل شيءٍ يمرّ بهم.

وننتقل الآن إلى ما هو أهم ويُعتبر من أهمّ العادات الأكثر حضورا في ليبيا، وهي زيارة المرضى وكبار السن، والمحتاجين، ومن فقدوا عزيزا عليهم، فطالما كانت هذه الزيارات تُعتبر رئيسية ومن أساسيات العيد، عند الكبار الذين يعملون على اصطحاب أطفالهم معهم وقت الزيارة، لترسيخ المفهوم الذي توارثوه في عقولهم، حتى لا ينسوه حين يكبرون

وفي هذه الأثناء، نجد بعض الجيران يدقّون أبواب الجيران ومن يعرفونهم من المحتاجين ومن لا يملكون قوت يومهم، وأغلب الليبيين في هذا اليوم، يعملون أن لا يردّوا أحدا قصد بيوتهم، وغالبا ما تكون بعض بعض الأكياس في ثلاجة البيت، تحتوي على اللحم، وعلى الطاولة أو “الحصيرة” أو “فرشة الأكل” صحن من اللحم المشوي أو المقلي، ومعها بعض القطع من العصبان، تأهبًا لأي زائر يأتي إليهم قاصدا بيتهم للمعايدة

هذه هي ليبيا، رُغمًا عن قلة السيولة ورُغمًا عن غياب الأمن، هذه هي ليبيا، التي يعرفها كل ليبي وكل ليبية، وهذا هو عيدها وكل أعيادها، لا تنتهي ولا تخسر رهانها مع العطاء، عبر أهلها الذين لا تكسرهم الظروف، وإن أظهروا الحزن في بعض اللحظات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى