مقالات مختارة

يوميات طبيب في بنغازي.. في قلب العاصفة

أحمد الضراط

لم تعد الأرقام المعلنة عن وباء الكورونا تعكس الرقم الحقيقي لعدد المصابين بالعدوى، لأن العشرين ألف حالة المعلنة حتى الآن، هي لأناس أجري لهم اختبار التأكيد بالإصابة و تم تسجيلهم، هم فقط وليس غيرهم ولا تتضمن أعداد المصابين بالعدوى بالكامل لا في المدن ولا في القرى والمناطق النائية الذين أصلا لم يتم حصرهم سواء كمصابين أو كموتى بسبب الوباء والذين لا شك في أن أعدادهم كبيرة .

ولأن هناك الكثيرين ممن أصيبوا ولم يتم تسجيلهم في المستشفيات والعيادات الخارجية في المدن الكبرى، على الرغم من أنه تم تشخيص إصابتهم إكلينيكيا، وصرف لهم العلاج ولأن هناك أضعاف هذه الأرقام من المصابين بالعدوى إما موجودين في بيوتهم، أو يتجولون بيننا، فإن الرقم الحقيقي للمصابين بالعدوى في ليبيا لا يعلمه إلا الله .

نتعدى كل ما سبق ونتعامل مع الوضع بالعقلية الليبية، التي لا تعترف بعلم الإحصاء ولا تؤمن بقوله تعالى (وأحصينا كل شيء عددا) ونقول إن المشكلة ليست في عدد المصابين بالعدوى لأن معظم من يصابون بالعدوى يشفون، لكن في عدد الموتى بسبب المرض، و هنا كذلك نقع في مشكلة حصر وسبب الموت التي تؤولها العقلية الليبية سواء الطبية أو الشعبية بأسباب غير علمية ولا تنزل في إحصائيات موتى الوباء إلا إذا كانت قد أجريت عليها المسحة قبل الموت .

نجد أنفسنا في قلب العاصفة بدون (عداد) مؤشر لتحديد سرعة انتشار الوباء، ولذلك سيكذب كل من يتنبأ بما سيحدث في ليبيا الأشهر القادمة،, مهما كبرَت جمجمته، وما تحتويه من المادة البيضاء، ومهما كان فخامة الكرسي الذي يجلس عليه .

أما أعداد المتعافين التي تعلن فهي هراء وملء فراغات لا أكثر .

تكمن أهمية تسجيل وحصر عدد حالات العدوى ومعرفة أسباب الموت، في معرفة الوضع الوبائي الحقيقي الذي يجب أن تبنى علية خطة الوقاية والمقاومة والمكافحة وهزيمة الوباء .

لن أتحدث بلسان الكذابين ولن أتنبأ بما سيحدث، ولكن سأدعو الله ما استطعت أن يرفع البلاء ويبعد عنا الوباء .

و تبقى توصيات الوقاية هي أهم سلاح لدى الليبيّين.

المصدر
صفحة الكاتب في الفيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى