كتَـــــاب الموقع

يوسف بن عمران.. أحد فرسان العمل التطوعي في درنة

الحسين المسوري

رغم الوضع المأساوي الذي تعيشه بلادنا ورغم تصدر المشهد مجموعة من اللصوص والمجرمين والسفهاء والانتهازيين، ورغم الواقع المحبط الذي يراه المواطن يوميا في مختلف أنحاء البلاد، إلا أن هناك رجالا وسيدات يرسمون لنا مشاهد جميلة بعملهم التطوعي ومساهمتهم في إصلاح ما يمكن إصلاحه، وتقديم المساعدة لمن لا سند اجتماعي لهم ولا عون، يحملون معهم همومهم والصعوبات التي يواجهونها.

من هؤلاء الرجال السيد يوسف بن عمران أحد فرسان العمل التطوعي في مدينة درنة، الذي حمل على عاتقه محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه، وكانت البداية اسما على مسمى وهي صيانة مدرسة (الأمل) بحي الساحل الشرقي، التي وقف على صيانتها بمساعدة فريق من المتطوعين الخيرين وقاموا بإنجاز هذه الصيانة في زمن قياسي وبتكلفة زهيدة، مقارنة بما ترصده الدولة من ميزانيات بملايين الدينارات لصيانة المدارس. ولم يتوقف السيد يوسف بن عمران عند هذا العمل، بل تحمل العبء الأكبر في متابعة صيانة المسجد العتيق (الجامع الكبير)، الذي يعد من معالم درنة التاريخية، كما قام السيد يوسف أيضًا بالإشراف على متابعة وتركيب فصول مدرسة (جيل المستقبل) بحي السيدة خديجة، ومدرسة (الوحدة) بحي باب شيحا الشرقي.

السيد يوسف بن عمران ليس غريبا عن العمل التطوعي، فقد عرفناه داعما للنشاطات الأهلية الفنية والثقافية وإداريا، أنيقًا في نادي دارنس الأنيق، تميز بالأخلاق الرفيعة والنزاهة والمصداقية والأمانة ونظافة اليد وعشقه لمدينته درنة التي تسكنه ويحمل همومها في كل مكان وحيثما وجد، فنراه دائمًا في مقدمة صفوف من يقومون بالأعمال الخيرية والتطوعية.

اليوم يحق لمدينة درنة أن تفخر بأن السيد يوسف بن عمران أحد أبنائها الذي رسم لنا ملامح (الأمل) من وسط ركام الحرب، ومن رحم المأساة، أجزم بأن هناك رجالا وسيدات في مختلف مدن ومناطق ليبيا يقومون بنفس المجهود الذي يبذله السيد يوسف بن عمران، فله ولهم كل التحية والاحترام والتقدير فبمثل هؤلاء تنهض الأوطان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى