العالم

“وفاة سياسية وشيكة” لأردوغان في إدلب السورية

218TV|خاص

عمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طيلة السنوات الأربع الماضية على “تشكيل واقع جديد” سياسيا وعسكريا من خلال “زرع قنبلة موقوتة” في شمال سوريا، وتحديدا في مدينة إدلب السورية، يستطيع من خلالها استغلال “الوضع الجديد” في إدلب كـ”ورقة تفاوض” يستطيع عبرها أردوغان “مقايضة روسيا”، وفرض نفسه “لاعبا رئيسيا” في أي حلول أو معالجات للملف السوري الملتهب منذ عام 2011، لكن الجيش السوري وحلفاءه الإقليميين اضطروا لـ”تغيير قواعد الاشتباك”، واندفعوا تحت غطاء جوي روسي كثيف في عملية عسكرية لطرد فصائل عسكرية سورية مُعارِضة، وأخرى مصنفة دوليا بأنها “إرهابية” من المدينة السورية التي لا تزال خارج سيطرة الحكومة المركزية في دمشق.

استعادة مدينة خان شيخون الاستراتيجية في إدلب من قبل الجيش السوري، و”السقوط بالنار” للعديد من المناطق المهمة والفرعية، والمحاذية لخان شيخون هو وضع عسكري لم يتخيله أردوغان، ودفع لـ”حشره بالزاوية”، إذ لا يمكنه تقديم أكثر مما قدمه لفصائل المعارضة السورية من “معلومات استخبارية”، و”أسلحة تركية”، عدا عن “حدود ذائبة” بالاتجاه السوري منذ سنوات، وسط مخاوف استخبارية في سوريا من “تغذية راجعة” للإرهاب والأسلحة والمقاتلين إلى الداخل التركي، خصوصا مع “تلميحات بالخيانة” توجهها فصائل سورية لأردوغان بعد استعادة خان شيخون، ومناطق أخرى بين ريفي إدلب وحماة.

عمليا كان أردوغان يُمنّي النفس بأن يسيطر على إدلب عبر جماعات المعارضة السورية وفق تسوية دولية تجعل منه “اللاعب الأكبر” في إدلب، وشمال سوريا، وهو أمر كان سيمكنه من إعادة مئات آلاف السوريين الذي يعيشون في تركيا إلى إدلب، خصوصا أن الأتراك بدؤوا بتنظيم حملات ضد أردوغان لسماحه بدخول مئات آلاف السوريين إلى المدن التركية بدون خطة أو جدول زمني لعودتهم إلى بلادهم، لكن أردوغان لا يستطيع اليوم إعادة أي سوري إلى إدلب بسبب تفجر الأوضاع العسكرية، وبسبب الحاجة للاتصال بـ”السوريين والروسيين”، خصوصا في ظل “فتور روسي” تجاه تركيا التي سمحت لفصائل سورية موالية لها بقصف قواعد عسكرية روسية.

ووفق اتجاه التطورات العسكرية، فإن أردوغان يتجه لـ”التعثر السياسي والعسكري” في إدلب، تزامنا مع انهيارات سريعة لفصائل تدعمها بلاده، وتمدها بالسلاح، في حين أن أردوغان العاجز عن معالجة “إقامة السوريين” في بلاده قد يجد “شهادة وفاته السياسية” تُكْتَب في مدينة إدلب السورية التي راهن عليها كثيرا منذ سنوات، لكنه لم يكن يتوقع أن تكون سببا في رفع قيمة “فاتورته السياسية” التي آن أوان تسديدها إقليميا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى