أخبار ليبياخاص 218

هل يتدخل “الرجل القوي” بوتين في ليبيا.. فجأة؟

218TV|خاص

تُشكّل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيطاليا صاحبة النفوذ التاريخي في المشهد الليبي منذ عقود “محطة مهمة” لأي حركة سياسية أو دبلوماسية، وربما عسكرية يمكن أن تُقْدِم عليها روسيا في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، إذ كان لافتا أن يختار بوتين زيارة عاصمة متوجسة سياسيا مما يحصل في ليبيا، ومتخوفة من أطراف إقليمية تعبث ليبياً من وراء ظهرها، فيما أطلق بوتين من روما “التائهة ليبياً” سلسلة رسائل وإشارات غامضة مرت مرور الكرام، رغم أهمية الزيارة التي ظهر خلالها بوتين مرسخاً “الصورة الانطباعية” الدولية عنه كـ”رجل قوي” يستطيع أن يُقْدِم على قرارات كبرى من دون أن يسأل عن “ردات فعل”.

بوتين اختار بعناية أن يقول من روما إن من قاتلهم في مدينة إدلب السورية، وكانوا يطلقون الصواريخ على قواعده العسكرية في مدينة طرطوس السورية قد يبدؤون بالتدفق إلى ليبيا عبر مياه البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يوفر مسوغا قانونيا وسياسيا لأي تدخل روسي محتمل في ليبيا، من دون أن يعني ذلك أن التدخل الروسي يمكن أن يكون عسكريا فقط، فيما لم يقل بوتين فيما إذا لو صحت تقارير تدفق مقاتلي إدلب إلى ليبيا ما الذي ستفعله بلاده التي استعادت هيبتها على خريطة العالم.

يذهب بوتين في “رسائله الغامضة” إلى ما هو أبعد من مقاتلي إدلب السورية، إذ يقول صراحة إن هناك أطرافا هي التي تسببت بالفوضى في ليبيا، في إشارة إلى تدخل حلف شمال الأطلسي “ناتو” في ليبيا قبل ثماني سنوات، فيما يشير بوتين إلى أن العالم مُطالَب بإصلاح هذه الفوضى الليبية، كما لو أنه يُقدّم “عرض خدمات” بشأن “قدرات وإمكانات” روسية لإصلاح “خراب ناتو”، الذي قال باراك أوباما في أيامه الرئاسية الأخيرة في البيت الأبيض إن تدخل أميركا في ليبيا كان “أسوأ قراراته”.

“رسائل بوتين” أذكتها “رسالة مُشفّرة” من جوزيبي كونتي رئيس وزراء إيطاليا الذي قال لضيفه “الرجل القوي” إن ليبيا قريبة جدا من “حرب أهلية”، كما لو أنه يقول لبوتين: “أَسْرِع سيدي الرئيس قبل أن تضيع الكعكة الليبية من أيدينا”، فيما يحلو لأطراف ليبية أن “تتلاوم وتتشامت” بـ”رسائل من دم ونار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى