أخبار ليبيااهم الاخبار

هل ننتظر “خراب مالطا” في الجنوب؟

218TV | خاص

تتجاهل الجهات الرسمية ذات الولاءات المختلفة، الأصوات العالية في الجنوب، والتي تشكو غياب الأمن والدولة، والتهميش والفقر، ومشاكل اقتصادية أخرى أثقلت كاهل المواطن هناك.

منذ تفاقم “أزمة الجنوب” اكتفى أهالي الجنوب بسماع الوعود تلو الوعود دون أن يروا شيئا على أرض الواقع، وكنتيجة حتمية لغياب الأمن ومؤسسات الدولة عن مناطق شاسعة تحدها دول تعتبر مصدرا لانطلاق الهجرة غير القانونية وأرضا تتحرك عليها جماعات مسلحة خارج القانون، ستظهر مشاكل خارج السيطرة وتصبح هذه الأراضي مستباحة.

التساؤلات العديدة التي من الممكن طرحها في إطار المشكلة الجنوبية، هو أن التحذيرات الاستخباراتية الدولية التي أشارت في أكثر من مناسبة إلى أن تنظيم داعش يرتب صفوفه ويعزز قوته في الجنوب، لا تكفي للاستنفار لضبط الوضع وتجنيب أي منطقة أن تكون “سرت جديدة”؟.

ليبيا

من جهة أخرى، كانت الأصوات الدولية واعية لخطر الوضع في الجنوب الليبي، لدرجة أن وزير الداخلية الإيطالي، ماركو مينيتي، اعتبر بأحد تصريحاته أن الحدود الجنوبية لليبيا هي الحدود الجنوبية لأوروبا، في إشارة إلى أهمية هذه المنطقة لمكافحة الهجرة غير القانونية والإرهاب، فلماذا لا يتم الالتفات لهذه المناطق بشكل جدي وسريع وردم الفجوات التي يدخل منها المهاجرون والمسلحون على حد سواء.

وخلال السنوات الماضية، بقي الجنوب يدور في حلقة مفرغة، وخارج حسابات الحكومات، إلى حين تفاقم الأزمات ووصولها حد الانفجار، عندها توضع الأوراق على طاولة “الاجتماعات العاجلة”، وتخرج بيانات “الرد السريع” بأن الجنوب “لن يكون مهمشا”، وبأنه سيحظى باهتمام منقطع النظير، ويصوّر لك بأن المدينة الفاضلة قادمة للجنوب، ثم تحتاج لبعض الوقت لتتأكد أن “النفاق السياسي” يمارس بابشع الصور على أهلنا في الجنوب.

مدن وبلديات ومناطق الجنوب التي لم تطأها أقدام كبار المسؤلين لسنوات، شعرت بالتهميش والظلم وعبر عنه العديد من أهلها، عندما وصلت الأوضاع إلى حدود لا تطاق، وحتى الآن لا أحد يلتفت بشكل جدي لأصوات تنادي بـ”أنقذونا قبل خراب مالطا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى