اهم الاخباركتَـــــاب الموقع

هل صُدفةٌ ما حَدَث ؟!

عبدالوهاب قرينقو

من الرويال – حيث حَطَّت بي الباص – اتجهتُ من الدوار الثالث في اتجاه الثاني سيراً على الأقدام ، كان المطرُ قد توقف لتوه .. مطرٌ خفيفٌ جَعَلَ كُلَّ شيءٍ يلمع .. لم يصل إلى مرحلة التغدير بعد .. مع خلجاتِ بردٍ لا يُمكِنُ تجاهله .

حين اقتربتُ من غرفة الصناعة والتجارة عمَّان لتصديق توكيل في مكتب الخارجية لشؤون المُغتربين كان ثمة فندق إسمُهُ مكتوبٌ باللاتيني بيلي فيو – تقريباً – بمجرد انعطافة بعد هذا الهوتيل ثمة مقهى – إسمه فيروز – سبق وأن رأيته عن بعد حين عودتي من زياراتي السابقة لشارع الرينبو ذائع الصيت أو لمركز شومان الثقافي أو ذات مساءٍ عائداً من لقاءِ صديقنا الفيتوري في الانتركونتننتال حين أُختيرَ كأول محكم ليبي لترشيحات جائزة بوكر في نسختها العربية .

الذي حدث اليوم أنني قبل وصولي إلى الهوتيل أثناء عبوري الدوار الثاني كنتُ أترنمُ بأغنية فيروز “أنا لحبيبي وحبيبي إلي ياعصفورة بيضا لابقى . . . . إلى آخر الأغنية الأثيرة من روائع الملكة.

الذي حدث بمجرد مروري أمام المقهى خطر لي أن أدخلها -تحية لفيروز- وأتناول ما تيسر من قهوة وجلسة هادئة خلف شبابيك المطر – بالتأكيد يضعون أغاني الملكة – لكنني عدلت عن الفكرة لأن أمامي مشوار ثان بعد تصديق التوكيل ! وبعد ذلك مشوار العمل ، فالوقت هنا لا يرحم ! والتذاذات المدينة ليست من نصيب العابرين الكادحين .

نظرتُ يميني مُحيياً صورة فيروز التي تعلو واجهة المقهى الأنيق ليضفي عليه روحانية عالية عامرة بالنسبة لي ولابد لكل عشاقها العابرين ويمينها كتبو أغنية ما لفيروز أما يساراً على الجدار فنقشوا ما أذهلني تماماً :

كانت نفس الأغنية التي كنت أترنم بها :

أنا لحبيبي وحبيبي إلي

ياعصفورة بيضا لا بقى تسألي

لا يعتب حدا ولا يزعل حدا .. أنا لحبيبي وحبيبي إلي !! .

ــــــــــــــــــــــــــ

خاص 218

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى